فيما قررت قيادة التحالف العربي في اليمن، رسميا، انتهاء الهدنة، بسبب الخروقات المتكررة التي دأب المتمردون الحوثيون على ارتكابها، أكد محللون سياسيون أن الهدنة كانت من طرف واحد هو التحالف، وأن الانقلابيين حاولوا استغلالها لمواصلة اعتداءاتهم على المدنيين، وتحقيق مكاسب عسكرية.




فيما قررت قيادة التحالف العربي في اليمن، رسميا، انتهاء الهدنة، بسبب الخروقات المتكررة التي دأب المتمردون الحوثيون على ارتكابها، أكد محللون سياسيون أن الهدنة كانت من طرف واحد هو التحالف، وأن الانقلابيين حاولوا استغلالها لمواصلة اعتداءاتهم على المدنيين، وتحقيق مكاسب عسكرية. مشيرين إلى أن القرار يوجه رسالة واضحة للانقلابيين الحوثيين وفلول المخلوع، علي عبدالله صالح.

وأكد المحلل العسكري العقيد إبراهيم آل مرعي أن إنهاء قوات التحالف للهدنة يوم أمس، هو أمر في سياقه الطبيعي، حيث كانت الهدنة قد انتهت الأسبوع الماضي وتم تمديدها بناء على طلب الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي أسبوعا آخر.

وأضاف آل مرعي في تصريحات إلى "الوطن" أن قوات التحالف العربي كانت ملتزمة بوقف إطلاق النار أثناء الهدنة، ولم تبد أي مبادرة للهجوم، وكل ما قامت به هو الرد على الخروقات الحوثية للهدنة، وأضاف "عندما يطلق صاروخ من الأراضي اليمنية، كانت ردة فعل التحالف هي استهداف موقع الإطلاق وتدمير المنصات، وهذا هو ما كان يتم خلال أيام الهدنة، للحفاظ على الأهداف الثلاثة لعملية إعادة الأمل، وهي الحفاظ على سلامة المدنيين، ومنع تحركات للحوثيين وتقدمهم على الأرض، وتسهيل وصول المساعدات الإغاثية للمناطق المنكوبة.

وأشار آل مرعي إلى أن الانقلابيين الحوثيين استمرؤوا الاعتداء على المدنيين خلال فترات الهدنات السابقة، وحاولوا تحسين وضعهم العسكري، وقاموا بتحريك قواتهم على الأرض، لمحاولة الحصول على مكاسب عسكرية. 


هدنة أحادية

من جانبه، قال المحلل السياسي جابر حسين إن إعلان التحالف نهاية الهدنة هو خطوة في الاتجاه الصحيح، وإجراء كان يجب القيام به منذ فترة طويلة، نظرا للخروقات المتكررة التي ظل الحوثيون يرتكبونها منذ بداية إعلان الهدنة، وأضاف "في الواقع لم تكن هناك هدنة بالمعنى المتعارف عليه، رغم أن التحالف التزم من جانبه بما طلبه الرئيس هادي، لتهيئة الأجواء لمشاورات جنيف، وتسهيل مساعدة المدنيين، إلا أن الحوثيين وفلول المخلوع صالح أرادوا انتهازها لتحسين وضعهم على الأرض، فارتكبوا عددا من التجاوزات، وأطلقوا مئات القذائف على الأراضي السعودية، ومارسوا قصفا عشوائيا على الأحياء السكنية في تعز وغيرها، كما حاولوا إطلاق صواريخ باليستية على أراضي المملكة".


 


رسالة واضحة

وتابع "كان رد التحالف في كل هذه الحالات هو الدفاع عن النفس، وإحباط تلك المحاولات، وأمام تكرار الاعتداءات والخروقات الحوثية لم تملك قيادة التحالف إلا إنهاء الهدنة". وأضاف حسين أن إعلان انتهاء الهدنة يمثل رسالة واضحة للحوثيين أن زمن اعتداءاتهم قد ولى، وأن التحالف لن يكتفي بالتفرج على اعتداءاتهم، وعليهم أن يتوقعوا عواقب سوء تصرفاتهم. وتابع "لا بد من رد قوي يزلزل أركان التمرد المنهارة أصلاً، فهم لا يعرفون سوى لغة الضغط والعنف، وأعتقد بأن الأيام المقبلة ستضع حدا لاعتداءاتهم المتكررة".