استمرارا لتجاوزاتهم غير المسبوقة بحق الشعب اليمني، لم تكتف ميليشيات التمرد الحوثي وفلول المخلوع، علي عبدالله صالح، بتخزين الأسلحة والمتفجرات وسط أحياء المدنيين، رغم ما يمثله ذلك من تهديد واضح لحياتهم وسلامتهم، بل أقدموا على وضع تلك الأسلحة في مراكز مخصصة لرعاية المكفوفين والمعوقين، في العاصمة صنعاء. وقالت مصادر ميدانية إن الانقلابيين سعوا إلى استغلال الطابق الثالث في مركز النور لرعاية المكفوفين، لإخفاء أسلحتهم التي نهبوها من مخازن الجيش، بعيدا عن أعين طائرات التحالف، إلا أن معلومات استخبارية دقيقة وفرتها عناصر المقاومة الشعبية فضحت تلك المساعي.
تنسيق معلوماتي
قال المركز الإعلامي للمقاومة إن مقاتلات التحالف استغلت خروج المكفوفين من الدار، في وقت مبكر صباح أمس، واستهدفت الموقع بمجموعة من الصواريخ التي أدت إلى تدمير كافة الأسلحة. مشيرا إلى أن قيادة التحالف نفذت الغارة، بعد التأكد من عدم وجود أي من أصحاب الحالات الخاصة داخل المبنى، وسارعت إلى تدمير الأسلحة، قبل عودة المكفوفين. مشيرا إلى وجود تنسيق معلوماتي على مستوى عال بين قيادة التحالف وعناصر المقاومة على الأرض، الذين يوفرون المعلومات الدقيقة والإحداثيات الصحيحة.
وتابع المركز بالقول إن المبنى لم يكن يضم في الأصل سوى أعداد قليلة من المكفوفين، وأن كافة النزلاء غادروه بعد أن حولته الميليشيات إلى مستودع أسلحة، مشيرا إلى أن المكفوفين كانوا قد ناشدوا قيادة التمرد تجنيب المركز ويلات الصراع وإخراج الأسلحة وعناصر المليشيات، إلا أن تلك المناشدات قد قوبلت بالتجاهل التام من الانقلابيين، مشيرا إلى أن عناصر التمرد اقتحمت المركز في سبتمبر الماضي إبان الانقلاب، ثم عاودت احتلاله في نوفمبر الماضي.
جريمة ضد الإنسانية
ودعا المركز منظمات المجتمع الدولي والأمم المتحدة، وكافة جهات الاختصاص إلى إدانة استغلال الحوثيين لتلك المؤسسات التي ترعى الفئات الأكثر ضعفا في المجتمع، والتي تجد الحماية والدعم، حسب القوانين الدولية والإنسانية. وطالب بالنأي عن استغلال ظروفهم لتحقيق أهداف عسكرية. وقال "ما فعله الحوثيون بتحويل تلك الملاجئ والملاذات الآمنة التي يقطنها ذوو الحاجات الخاصة، هو جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، فمن الممكن أن تتعرض حياة هؤلاء إلى خطر داهم، بسبب احتمال انفجار تلك الأسلحة في أي لحظة، وعندها سوف تحدث كارثة إنسانية، لأن تلك الفئات من المجتمع لا تملك القدرة على التصرف بمفردها، ولن يكون بوسعهم النجاة".