فوجئ المصلون في مسجد الرحمن بصنعاء أمس، بخطيب جديد يحاول اعتلاء المنبر وإلقاء الخطبة، إلا أن المصلين رفضوا ذلك، وتمسكوا بخطيب المسجد المعروف منذ سنين طويلة، وأرغموا الخطيب الحوثي على النزول عن المنبر، وحدثت مواجهات بين المصلين وبعض المسلحين الذين كانوا يرافقون خطيب الحوثيين، الذي لم يملك غير مغادرة المسجد، بعد أن أطلق جملة من التهديدات لرواد المسجد.

وإزاء إقدام الحوثيين على فرض أئمتهم والخطباء الموالين لهم – بالقوة – على أكبر مساجد المدن التي يسيطرون عليها، اضطرت أعداد كبيرة من المصلين إلى مقاطعة تلك المساجد، وأداء الصلاة في مساجد أخرى. كما حدثت مشادات كثيرة واشتباكات بسبب إصرار خطباء الحوثي على اعتلاء المنابر.

وواصل الانقلابيون الحوثيون عمليات تصفية الشخصيات الدينية والمجتمعية البارزة، من غير الموالين لهم، حيث أقدم قناص تابع لقوى التمرد على اغتيال أحد المشايخ البارزين في منطقة التهامي، بمديرية دمت في محافظة الضالع.

وأشار سكان محليون إلى أن القناص الحوثي استهدف الشيخ ناجي سعيد التركي، من أبناء قرية سون، وأطلق عليه مجموعة من الطلقات النارية، مما أدى إلى مقتله في الحال، مضيفاً أن الأوضاع شهدت توتراً بعد الحادثة مباشرة. حيث طالب السكان بالقصاص من القاتل.

ودأبت جماعة التمرد الحوثي على استهداف الشخصيات الدينية المؤثرة، وحاولت استمالتها إلى جانبها، وقدمت لها العديد من الإغراءات، إلا أن معظم المشايخ رفضوا الانسياق وراء تلك المخططات، وتمسكوا بآرائهم، وضرورة التصدي للحوثيين، وفضح مزاعمهم على منابر المساجد.

وكان العديد من أئمة المساجد والخطباء قد تصدوا للانقلاب الحوثي، ورفضوا التجاوب مع الدعاوى التي وجهت لهم بالدعاية له على منابرهم، مما عرضهم للاعتداء مرات عديدة.