رحلة استكشاف تونس الخضراء تبدأ عندما تحط الطائرة في مطار قرطاج الدولي الذي يدرب موظفيه خلال عقود على استقبال ضيوفهم بابتسامة وعبارات لطيفة تبشر الزائر برحلة ممتعة. وتعد تونس وجهة سياحية ذائعة الصيت عالميا، ويزورها قرابة الـ 6.7 ملايين سائح سنويا، وهي خجولة الحضور في إحصاءات السياح العرب، فأعداد قليلة تزورها سنويا مقارنة ببلدان لا تمتلك مقوماتها السياحية.

وقال ممثل الديوان الوطني التونسي للسياحة بالخليج العربي صلاح بن دخيل لـ"الوطن" إن تونس تعتبر من الوجهات السياحية العريقة في البحر الأبيض المتوسط بفضل عراقتها التاريخية والحضارية، والتي فاقت الـ 3 آلاف سنة وموقعها الاستراتيجي والثراء البيئي والطبيعي الذي يميزها إضافة إلى بنيتها التحتية.

وأضاف: "استقبلت تونس 6,7 ملايين سائح خلال 2014، حيث يشكل سياح أوروبا وبلدان الجوار المزود الرئيس للسياحة الوافدة بتونس بنسبة تفوق 90 %".




8 مواقع سياحية

يؤكد بن دخيل أن تونس تمكنت من تسجيل وإدراج 8 مواقع في لائحة التراث العالمي الرئيسة معظمها في المدن القديمة والعتيقة. وقد صنف أغلبها ضمن القسم الثقافي، وهي مدينة تونس العتيقة، وموقع قرطاج الأثري، ومدرج الجم الروماني، ومحمية إشكل الطبيعية، ومدينة كركوان البونيقية، ومدينة سوسة العتيقة، والقيروان، ودقة.

أما بالنسبة للمنتج السياحي، فيشير بن دخيل إلى أن السياحة التونسية ارتكزت في بداياتها أساسا على السياحة الشاطئية، ويتم العمل حاليا على مواكبة استراتيجية التنمية في القطاع السياحي للتغيرات الطارئة على مستوى الطلب بهدف الرفع من القدرة التنافسية للقطاع وتحسين المردودية وتحقيق التنمية المستدامة.


 


صورة مختلفة

يقول رئيس فريق الإعلام السياحي في مجلس الغرف التجارية السعودية محمد بن صالح آل عبدالكريم إن الصورة النمطية لتونس اختلفت عقب زيارته الأولى لها، حيث لاقت الأماكن التي زارها إعجابه، مشيرا إلى وجود كثير من الأماكن التي تستهوي السائح الخليجي عموما والسعودي خاصة، حيث جمال الطبيعة، والأماكن التاريخية، والأسواق المتنوعة، والمنتجعات الراقية التي تناسب بشكل كبير العوائل السعودية الراغبة بقضاء فترة الإجازة.

ويقول إن أوجه السياحة في تونس الخضراء على زيارة المدن والمواقع التاريخية والتمتع بجمال الطبيعة، بل تأخذ منعرجا آخر يتحول معه العلاج إلى سياحة، حيث يعتبر هذا القطاع من أكثر البنى التحتية تقدما في العالم بعد فرنسا وخاصة في مجال العلاج بمياه البحر والأعشاب الطبية.




7 آلاف سائح سعودي

يقول بن دخيل "إن تونس تستقطب سنويا حوالي 7 آلاف سائح سعودي، وهي حصة ضعيفة لا ترتقي إلى الطموحات، وبهدف تشجيع التدفق السياحي للإخوة السعوديين على تونس تم اتخاذ جملة من الإجراءات والتدابير، حيث تم إلغاء التأشيرة التي كانت مفروضة على السعوديين، كما تم العمل على توفير برمجة جوية ملائمة بين البلدين ودراسة إمكانية فتح خط جوي يربط الرياض وتونس، وتمت إعادة فتح ممثلية الديوان الوطني التونسي للسياحة بجدة التي من مهامها الأساسية الترويج للوجهة السياحية التونسية من خلال المشاركة في المعارض السياحية التي تقام بالمملكة، وتنظيم عديد التظاهرات والفعاليات، والتواصل مع المتدخلين في القطاع السياحي من مهنيين وصحفيين، وتنظيم زيارات تعريفية قصد إطلاعهم على ثراء المنتج ومختلف المناطق السياحية وربط الصلة بين مهنيي البلدين عبر تنظيم ورشات عمل، إضافة للتعريف بمناخ الاستثمار وبالفرص المتاحة في القطاع السياحي، ومن شأن ذلك أن يسهم في اعتماد سياسة تسويقية وترويجية تتلاءم أكثر فأكثر مع خصوصية السوق السياحي السعودي".




إنفاق السياح السعوديين

يعد السائح السعودي من أكثر السياح الوافدين على تونس من حيث الإنفاق (حوالي 5 آلاف دينار تونسي) أي ما يعادل 7 مرات معدل صرف السائح الغربي. وأكد بن دخيل أنه وفي إطار استراتيجية وزارة السياحة نحو تنويع الأسواق واستقطاب السياح ذوي القدرة الإنفاقية العالية، تم إيلاء أهمية للسوق السياحي السعودي نظرا لمردوديته. فقد أثبتت عديد الدراسات أن السائح السعودي هو من أكثر سياح العالم تكرارا لعملية السفر خلال نفس السنة ومن أكثرهم تمديدا في مدة الإقامة و أكثرهم إنفاقا. ويشهد هذا السوق نسبة نمو في حدود 6 % في السنة أي ضعف معدل النمو العالمي.

وبهدف استقطاب المزيد السياح السعوديين يتم العمل على تنويع المنتجات السياحية وأنماط الإيواء التي تستجيب لتطلعات السياح السعوديين وخاصة فئة العائلات واعتماد أسعار مقبولة ومنافسة من حيث النقل الجوي والإقامة بالفنادق.