تفاجأ الجمهور الذي حضر مساء أول من أمس مسرحية "ولم يك شيئا" التي مثلت المملكة في مهرجان شرم الشيخ، بقوة الطرح الذي تناوله العرض، وأشادوا بأداء الممثلين والعمل، حيث قدم المخرج فهد الأسمر مع فرقة جمعية الثقافة والفنون في المدينة ترجمة أدائية من خلال الممثلين والسينوجرافيا للنص الذي كتبه إبراهيم الحارثي.

وتدور أحداث العرض حول ما يحوله الإنسان عبر الحروب إلى لا شيء، وكأن الحياة رخيصة لا قيمة لها من خلال تحويل الشيء للاشيء وفقا لمصالحه الفردية متجاهلا المجتمع والجماعات.


 


دور المثقف

تناول الحارثي في طرحه المثقف العربي وكيفية تحويله إلى داعم سياسي يهتم بالكرسي أكثر من اهتمامه بالعقول وتطورها، وبناء الإنسان بناء سليما يقوم على حرية الرأي وقبول الرأي الآخر.

فيما طغت الحالة السينوجرافيا على العمل من خلال ما أوجده المخرج من إضاءة عابها سوء التقنية التي لم تكن مجهزة في مكان العرض، وكذلك استخدامه لقطع الديكور التي كانت متماشية مع الحالة المشهدية للعرض، بصورة عامة خرج الجميع برضا تام عن العرض، وإن كانت الظروف لم تخدمه بشكل جيد، فالمسرح غير مهيأ للاستخدام، والتقنية كانت معيقة بشكل كبير إلا أن فريق العمل تكيف مع الوضع وأمتع الجمهور.


 


مواجهة وتميز

وقال الأسمر قدمنا "عرضا انتحاريا" بعد أن تفاجأنا بنوعية المسرح الذي لم يكن مناسبا للعرض، ورغم ذلك كان الإصرار من جميع طاقم العمل على تقديم عرض مشرف يليق بسمعة المملكة، والحمد لله نال العرض استحسان الكثيرين من مسرحيين وإعلاميين وجمهور، حيث تعتبر "ولم يك شيئا" من المسرحيات التي تحاكي واقعنا المعاش حاليا في عالمنا العربي، وما يحصل فيه بسبب ما يحاك حوله من مؤامرات وكيف يجب أن يكون دور المثقف فيما يحصل حوله من خلال التصدي للغزو الفكري كل بطريقته".

يذكر أن العرض من أداء عبدالإله مهنا ووائل الحربي وفهد الطوري ومنير السهلي وبندر الواصلي وعمر أحمد وأحمد المطيري وخلف الإضاءة إبراهيم العشري وسينوجرافيا العرض من تصميم المخرج زكريا المؤمني.