على النقيض من عنوانه العريض "الثقافة في المواجهة"، كشفت جنسيات دور النشر المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ47 والتي تنطلق فعالياتها في 28 يناير الجاري وتستمر حتى 10 فبراير المقبل، قدرة خلافات السياسية على إفساد "ثقافة المواجهة"، مثلما كشفت قدرة الخلافات السياسية على إفساد ما جمعته كنوز الثقافة وروائع الأدب، حيث خلت قائمة دور النشر المشاركة في المعرض من أي مشاركة تركية، فيما تتواصل المفاوضات مع دور النشر القطرية للتواجد داخل أروقة المعرض.

وقال مدير المعرض ممدوح بدوي، في تصريحات إلى "الوطن" إن "دور النشر التركية لم تتقدم بأي طلبات للمشاركة في المعرض الذي يضم بين جنباته أكثر من 800 دار نشر من 24 دولة، بينها سبع دول غربية. وفيما يتعلق بمشاركة دور النشر القطرية، قال بدوي إن "باب المشاركة في أجنحة المعرض لم يغلق بعد، وما زالت هناك فرصة أمام دور النشر القطرية للمشاركة"، رافضا الإفصاح عن أي مزيد من التفاصيل.


 


لا يمنع المشاركة إلا القضاء

يقول الناقد الأدبي محمد السيسي، في تصريحات إلى "الوطن"، إن "تصنيف معرض القاهرة للكتاب كمعرض دولي يمنعه من حظر مشاركة أي دولة في فعالياته، والحظر الوحيد يتعلق بصدور أحكام قضائية بحق مؤلفين صدرت ضدهم أحكام قضائية، كما هو الحال بالنسبة لقيادات الإخوان الصادرة بحقهم أحكام قضائية، بحيث لا يتم السماح بنشر كتاب من تأليف محمد بديع أو محمد الكتاتني أو غيرهم من قيادات الإخوان، أو أن يكون هناك حكم قضائي يحظر كتاباً بعينه، أما ما دون ذلك، فيكون سلاح المقاطعة هو الحل في مواجهته، وهو ما حدث بالنسبة لدار الشروق التي تعرضت لضغوط المقاطعة في الدورة الماضية جراء نشرها كتباً لقيادات تتبع الإخوان أو تتناول قصصهم، حيث مثلت المعارضة عامل ضغط على الدار".


 


إسرائيل وإيران

أضاف السيسي أن "سياسة المماطلة لعبت خلال السنوات الماضية دورا بارزا في الرد على طلبات تقدمت بها دول مثل إسرائيل وإيران للمشاركة في فعاليات المعرض، وكثيرا ما طلبت هاتان الدولتان المشاركة بأجنحة في المعرض، ولم يتم الرد على تلك الطلبات دون أن يكون هناك رفض مباشر لمشاركتها، حتى لا تنزع صفة الدولية عن المعرض، حيث لعبت القوى الوطنية دورا بارزا في التصدي لمشاركة إسرائيل في معرض القاهرة الدولي للكتاب، ففي عام 1980 شهدت أروقة المعرض توزيع منشورات ضد مشاركة إسرائيل في المعرض، وذلك ضمن فعاليات اللجنة الوطنية للدفاع عن الثقافة، والتي كانت تتخذ من حزب التجمع مقراً لها، واستمرت فعاليات مناهضة مشاركة إسرائيلية في المعرض حتى عام 1985، الذي كان آخر عام شهد حضورا إسرائيليا في فعاليات المعرض".