في ساعة مبكرة من صباح يوم الأربعاء الماضي (18 نوفمبر) تعرضت إحدى دوريات الأمن بمحافظة القطيف لإطلاق نار قرب إحدى مزارع مدينة سيهات، نتج عنه استشهاد العريف جابر المقعدي، والجندي محارب الشراري. وفي اليوم نفسه، عثرت الأجهزة الأمنية على تجهيزات عسكرية، ووثائق مزورة وعملات، بينها عملات نقدية إيرانية، وكميات كبيرة من الذخيرة الحية، في مداهمة أمنية لبلدة القديح التابعة لمحافظة القطيف أيضاً.
وفي 9 نوفمبر، تعرضت إحدى دوريات المرور في حي الخويلدية بالقطيف لإطلاق نار كثيف صادر من داخل منطقة زراعية مجاورة للحي، نتج عنه إصابة مساعد قائد دورية المرور، واثنين من المارة من المقيمين.
وهذا النمط من الاعتداءات على رجال الأمن والمواطنين والمقيمين أصبح أمراً متكرراً من هذه الجماعة التي تنفذ إرادة أجنبية، وهو ما نستخلصه من تصريحات بعض المحرضين والمنظرين لهذا العمل. وحينما يستخدمون العنف ويقتلون قوات الأمن والمدنيين، ويبثون الفتنة الطائفية، فإن ذلك ينسجم تماماً مع توجهات إيران في المنطقة، بل يتم بالتنسيق مع أجهزة إيران ووكلائها في المنطقة.
بدأت الموجة الأخيرة من أعمال هؤلاء الإرهابيين مع محاولات إيران الرامية إلى استغلال "الربيع العربي"، ورأينا منذ 2011 تزايداً مستمراً في هذه الأحداث، التي حاولت أن تجعل من بلدة "العوامية" مركزاً لانطلاقها، مستفيدة من وجود تنظيمين تابعين لإيران وحزب الله فيها.
تصاعدت العمليات الإرهابية خلال عامي 2014 و2015 على وجه الخصوص، كمّاً ونوعاً، كما نرى من استعراض حصيلة هذين العامين في بلدة العوامية فقط، حيث بؤرة هذا الإرهاب.
ففي يناير 2014، تعرضت سيارة تابعة للسفارة الألمانية بالمملكة لإطلاق نار نتج عنه احتراقها ونجاة الدبلوماسيين الألمانيين. وفي فبراير تعرض رجال الأمن لإطلاق نار كثيف خلال عملية اعتقال بعض المطلوبين، نتج عنه مقتل اثنين منهم، واستشهاد رجلي أمن وإصابة اثنين آخرين. وفي الشهر نفسه، تعرض رجال الأمن أمام مقر مركزهم لإطلاق نار كثيف من إحدى المزارع المجاورة، ما أسفر عن إصابة ثلاثة منهم.
وفي يوليو، خلال احتفالات القرقيعان، أصيب شابان بطلقات نارية من قبل شخصين يستقلان دراجة نارية. وفي سبتمبر، تعرض رجال الأمن لإطلاق نار كثيف نتجت عنه إصابة رجل أمن واشتعال حريق محدود في أنبوب للنفط قريب من الموقع. وفي الشهر نفسه، وخلال اعتقال مطلوب أمني، وهو قيادي متهم في عدد من الجرائم الإرهابية التي استهدفت المواطنين والمقيمين ورجال الأمن بالأسلحة النارية وتدريب وتجنيد الأحداث؛ قام المطلوب وأعوانه بإطلاق النار على رجال الأمن.
وفي الشهر نفسه، تعرضت إحدى النقاط الأمنية لإطلاق نار نتجت عنه إصابة رجل أمن.
وفي أكتوبر تعرضت إحدى النقاط الأمنية لإطلاق نار نتجت عنها إصابة رجل أمن، كما تعرضت إحدى الدوريات بمدخل البلدة لإطلاق نار كثيف.
وفي نوفمبر، اختطف شخصان ملثمان مواطنين، باقتيادهما إلى منطقة زراعية والاعتداء عليهما بالضرب وإطلاق النار وسلب سيارتهما. وفي الشهر نفسه، تعرض مقيم عربي لإطلاق نار أثناء تواجده قرب إحدى المزارع، وسُلب ما معه من أموال. كما تعرضت إحدى دوريات مكافحة المخدرات لإطلاق نار كثيف من منطقة زراعية ما نتج عنه إصابة قائد الدورية ومرافقه.
وفي ديسمبر 2014، كانت هناك خمسة أحداث على الأقل في العوامية: أطلق مجهولون النار على شاب بعد استيقاف مركبته. وفي عملية اعتقال أحد المطلوبين بجرائم إطلاق النار والسطو المسلح، والهجوم على السيارة الدبلوماسية الألمانية، جرى تبادل لإطلاق النار نتج عنه إصابته واعتقاله مع شخصين مرافقين. وتعرض رجال الأمن لإطلاق النار من إحدى المزارع نتج عنه استشهاد أحد الجنود. وأصيب مواطن في إطلاق نار على عمال تابعين لأحد المقاولين الذين يقومون بتنفيذ مشروع حكومي. كما تمت مداهمة أوكار إرهابيين وتبادل إطلاق النار مما نتج عنه مقتل أربعة منهم وإصابة أحد رجال الأمن.
أما في عام 2015، فقد عثر رجال الأمن في أبريل على كمية من الأسلحة الآلية والمسدسات والذخيرة وأجهزة الاتصال، وتعرضوا أثناء ذلك لإطلاق نار كثيف من أحد المباني المجاورة، نتج عنه استشهاد جندي، وإصابة ثلاثة من رجال الأمن ومدنيين اثنين، كما تم القبض على 4 إرهابيين.
وفي يونيو، خلال شهر رمضان، تعرض أربعة شباب لإطلاق نار من قبل شخص مسلح يستقل دراجة نارية، نتجت عنه وفاة أحدهم وإصابة اثنين منهم. وفي يوليو، وقع اشتباك بين مطلوبين نتج عنه مقتل أحدهم.
وفي أكتوبر، تم ضبط كمية كبيرة من الذخيرة والأسلحة النارية الآلية (الرشاشات) في منطقة زراعية. لا شك بأنه حينما تتزامن هذه الأعمال الإرهابية مع انشغال المملكة في مواجهة الأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار في المنطقة، ومع انشغال القوات المسلحة وقوات الأمن بالدفاع عن أرض الوطن ومساندة الأشقاء في اليمن أمام هجمة شرسة من أعوان إيران، فإن القصد المباشر منها واضح: محاولة الإضرار بالوحدة الوطنية والنيل من صمود المملكة أمام مخططات إيران.
وهي لذلك غدر بالوطن ومحاولة للزج به في أتون الصراعات الطائفية، الأمر الذي دفع الغالبية العظمى من أهل العوامية الكرام إلى استنكارها وإدانة الإرهابيين الذين يرتكبونها.