خيرية سعد الشهراني
منذ القدم والنظرة للمعلم نظرة تقدير وتبجيل، فهو صاحب رسالة مقدسة وشريفة على مر العصور، و معلم الأجيال ومربيها، وإذا أمعنا النظر في معاني هذه الرسالة المقدسة والمهنة الشريفة وجدناها مهنة أساسية وركيزة هامة في تقدم الأمم وسيادتها، وتعزي إليهابعض الأمم فشلها أو نجاحها.
يعد المعلم أحد الأركان الرئيسة في العملية التربوية بل إن نجاحها أو فشلها يتوقف إلى حدٍ بعيد على مدى كفاءته، ومن الأمور المستقرة والثابته عالمياً أنه على الرغم من كل التطورات العلمية والتكنولوجية التي نعيشها إلا أن المعلم لايزال هو المحور الأساسي والسبيل إلى نجاح عملية تنفيذ المنهج؛ فهو المدبر والمحرك للعمليات التنفيذية ومن بينها عملية التدريس ذاتها. والمعلم هو جوهر العملية التنفيذية للمنهج فهو يتعامل مباشرة مع التلاميذ والخبرات المتاحة لهم ومن خلال ذلك يرى عن قرب مدى ملاءمة المادة العلمية لهم؛ لذا يحتاج المعلم في سبيل جمع البيانات والمعلومات عن المنهج إلى إتقان مهارات إعداد استبيانات الرأي وبطاقات الملاحظة، كما لابد أن تتوافر لديه مهارة إدارة المناقشة والتواصل إلى استنتاجات، وغير ذلك من المهارات الأساسية التي تجعله في موقف يستطيع فيه أن يحصل على معلومات وافية عن تلاميذه حول جوانب الضعف التي يعاني منها التلاميذ وجوانب القوة التي يتمتعون بها؛ فلم يعد دور المعلم ملقناً للدروس وممتحناً لماقام بتلقينه بل مصمماً للمنهج ولخبرات التعلم واستراتيجيات التقويم.
ومن خصائص المعلم الناجح:
*التمكن من المادة العلمية التي يدرسها المعلم
*الديموقراطية والتسامح ومشاركة الطلاب في اتخاذ القرارات
*التنويع في أساليب التدريس
*قوة الشخصية والذكاء
*التحضير السابق للمادة والحماس الشديد لها
*توزيع الأسئلة بالعدل ومراعاة الفروق الفردية
*التحلي بالأخلاق الفاضلة والمبادئ الملتزمة
*التأهيل العلمي والإلمام بالأهداف والمنهج
*الاهتمام بالبيئة الصفية
*نشر ثقافة القوانين الصفية بين التلاميذ
*تنويع الوسائل التعليمية
*قدوة للطلاب ليكتسبوا منه القيم والعادات الصالحة والاتجاهات الإيجابية
من ذلك يبدو أن المعلم هو العامل الحاسم في مدى نجاح العملية التعليمية أو فشلها، وهذا يؤكد وجهة النظر في موضوع تقويم المنهج وتطويره، والتي تشير إلى أنه حجر الزاوية في عمليات المنهج تخطيطاً وبناء وتطويراً ومتابعة؛ ومن هنا جاء الاهتمام العالمي بالمعلمين وتربيتهم وتدريبهم أثناء الخدمة من أجل المزيد من الكفاءات ومن أجل مشاركة أكثر في عمليات المنهج.