من هنا... من عمق التاريخ ومنبع الحضارة... من ينبع البحر ولؤلؤة الساحل... من قلب المملكة النابض بالحياة.. ومن قاعة رضوي بالغرفة التجارية الصناعية في ينبع، تنطلق فعاليات منتدى الاستثمار السياحي بالمحافظة، تحت رعاية كريمة من أمير المدينة المنورة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، وتشريف لرئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان عبدالعزيز.. نعم إنها ليست لحظة استثنائية وحسب، بل هي صفحة أخرى في سجل النجاحات التي ظلت تحققها هذه المحافظة الفتية داخل سفر التنمية والتطور الذي تشهده مملكتنا الحبيبة يوما عن آخر... نعم هي حكاية منسوجة بخيوط الشعب المرجانية من ساحل ينبع هذه الفاتنة البهية... وها هي العروس تجملت وتكاملت زينتها مرحبة بالضيوف والمشاركين، والعلماء والمفكرين والمستثمرين الذين جاءها من كل صوب وحدب يخطبون ودها بحثا عن كنوز استثماراتها ونفائس مكنوناتها.
لم تكن الرحلة إلى هذه اللحظة عابرة أو وليدة صدفها فقد سبقها عمل متواصل وجهود متصلة من رجال صادقين في توجههم وانتمائهم الوطني الخالص... كانت البداية فكرة.. كأصل الشجرة بذرة... فكرة طموحة طرحتها الغرفة التجارية الصناعية بمحافظة ينبع - كعادتها – وانتقلت بها إلى مدينة دبي مسترشدة بمركز الجودة الشاملة للتدريب والاستشارات ومن هناك تناسلت أفكار وتبعتها أخريات، وتوالت الاجتماعات، وتعددت اللقاءات بين ردهات فندق ردسون بدبي وقاعات الغرفة التجارية الصناعية بينبع لتتفتق الفكرة عن محاور، ودراسات، وتجهيزات، واستعدادات خاصة بتنظيم هذا المنتدى السياحي الاستثماري الذي نشهد إطلاق شارته الخضراء في هذا المساء الطيب المبارك... وما نشاهده اليوم من تجمع غير مسبوق لكل أطياف القطاعات الاقتصادية والاستثمارية ما كان له أن يكون لولا الرعاية – غير المستغربة – من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، الذي ظل يساند ويتابع فكرة المنتدى منذ ميلادها حتى أصبحت على قيد الحقيقة، وقد كانت لتوجيهات سموه الكريمة القدح المعلى في كل ما نحن عليه اليوم، ولا يمكننا – أيضا – ونحن في زفة هذا العرس الاستثماري الضخم أن نتجاوز الاهتمام الكبير الذي أولاه صاحب السمو الملكي سلطان بن سلمان عبدالعزيز الرئيس العام لهيئة السياحة والآثار والتراث الوطني لهذه الفعالية وحرصه المتزايد على نجاحها. وبالمثل كانت الجهود المقدرة التي بذلها محافظ ينبع المهندس مساعد السليم مصدر الهام وخير حافز في كل الخطوات التي قامت بها اللجنة المنظمة للمنتدى حتى لحظة قطف الثمار التي نحن جميعا بين ظهرانيها الآن... وذكر أهل الفضل هو ضرب من الفضل.. فقد كان رئيس غرفة ينبع علي آل مسعد بأفكاره ومجهوداته اللامحدودة خير ربان للسفينة حتى رست على شط الأمان... والأمين العام المكلف للغرفة عامر الحمدي هو الآخر سهم لا تطيش رميته...
إن ينبع اليوم موعودة بحلقة أخرى من سلسلة اكتشاف مواطن العطاء.، وها هي الغرفة قد حزمت كبار المفكرين والمستثمرين والمهتمين بالشأن الاقتصادي في ضيافتها ليشخصوا المقومات الاستثمارية والمعطيات السياحية التي تحتضنها محافظة ينبع ومن ثم يضعوا أفضل الوصفات اللازمة لاستغلال هذه الثروات الكامنة، وكيفية توجيهها عبر الأساليب العلمية الحديثة حتى يعود نفعها خيرا وتنمية، ونموا، وازدهارا لصالح مواطني ينبع وكل رحاب مملكتنا الحبيبة.
سقف الطموحات يرتفع في كل لحظة، والآمال تعانق السماء في وجود وحضور هذه الكوكبة الرائعة من المشاركين والمشاركات وهم يحملون تطلعات لا تعرف الحدود، وعزيمة تتحدى المستحيل.
ما يجعلني متفائلا إلى حد الإفراط، ومستوثقا إلى درجة اليقين بنجاح هذا المنتدى هو ذاك الحماس والصدق الذي لمسته لدى جميع من ساهم في تنظيم هذه التظاهرة، فقد كان التفاعل والانفعال، والانسجام والانصهار هو القاسم المشترك الأوحد بين هذا العقد الفريد من الرجال والنساء الذين بلغ منهم حب ينبع والمملكة مبلغا فترجموه عملا صالحا يسعى بين الناس لخير كل الناس.
اليوم هو البداية... والطموحات لا تعرف النهاية.. وبالأمس القريب أبدى محافظ ينبع الهمام المهندس مساعد السليم اهتماما منقطع النظير لفكرة طرحها رئيس غرفة ينبع علي آل مسعد في اجتماعهما الأخير فحواها تنظيم أربعة منتديات بكل من جدة، والرياض، والدمام، ومدينة دبي وذلك لتسويق وترويج الأفكار والتوصيات، والمشروعات التي ينتهي إليها منتدى ينبع للاستثمار السياحي.. هكذا هي ينبع تلهم الأفكار وتحفز على الابتكار... فمرحبا بكم جميعا ضيوفًا أعزاء على قلوبنا، وأهلا بكم في هذا العرس الاقتصادي الكبير....
التحية والمستقبل لك أنت يا سليلة البحر وموطن السحر والجمال...
(ينبع )... وكفى.