على الرغم من التطور في مهنة النجارة والصناعة وافتتاح محلات متخصصة في هذه المجالات، إلا أن المسن موسى الغبساني الذي تجاوز عمره 65 عاما يحاول أن يسبح عكس التيار ويعيد مهنته التي تعلمها طوال حياته.

الغبساني يصر على ممارسة هذه المهنة الشاقة التي تخصص فيها منذ أكثر من 50 عاما كما يقول.

وأكد لـ"الوطن" أنه يقوم بنجارة خلايا النحل القديمة التي تؤخذ من بعض الأشجار في محافظة رجال ألمع التابعة لمنطقة عسير مثل شجر "البراء" ويسمى علميا بـ"الجميز". وأضاف أنه بعد قطع الخشب يحفره من الداخل بطريقة بدائية، وذلك باستخدام آلة النخر الخاصة به، ويصل طول الخلية بعد ذلك إلى أكثر من متر، إضافة إلى سمكها الذي قد يتجاوز محيطه أكثر من 60 سنتمترا.


آلات تقليدية

يوضح حفار خلايا النحل الغبساني أن هذه المهنة القديمة عادت إلى السطح مرة أخرى كتراث، ولكنه أصر على أن يشارك بأدواته القديمة في مهرجان العسل الأخير بالمحافظة، وذلك رغبة منه في إعادتها إلى الحياة من جديد.

وعندما التقت به "الوطن" أكد أنه يستخدم آلة تعرف بـ"المنجا"، وهي مخصصة للحفر اليدوي ويستخدم فيها الحفار القوة الجسدية، ويستمر العمل لأكثر من أسبوع أو 10 أيام حتى يصنع خلية نحل واحدة.

وأضاف: في مهنتنا يجب أن يكون الخشب يابسا لأننا لا نستطيع قطع الأشجار الخضراء حفاظا على البيئة، لذلك نبحث عن الأخشاب اليابسة ومن ثم نبدأ في العمل بوضع القياسات ومن ثم عملية الحفر.


انتقاد الأخشاب المستوردة

في الجانب الآخر من المهرجان، ظهر كثير من خلايا النحل الحديثة، الأمر الذي ركز عليه الحفار التقليدي وانتقده بشدة، قائلا إن هذه الأخشاب لم يعتد النحل على العيش فيها، كما أنه ليست فيها مثبتات لشمع العسل من الداخل. وأردف بالقول "يلجأ النحالون إلى عمل مثبتات داخل كل خلية لكي يستطيع النحل أن يبني خلاياه بشكل متواصل".

من جهة ثانية، أكد الغبساني أنه يبيع الخلية الواحدة التي يصنعها بمبلغ 400 ريال، لكن هذا لا يحدث الآن، وذلك بعد أن باتت مهنته مهددة من مصانع خلايا النحل الحديثة التي تعتمد في الأساس على أخشاب مستوردة مثل "الهنش" أو "الجاوي"، معبرا عن خيبة أمله في عدم الإقبال على الخلايا القديمة التي باتت تندثر بشكل ملحوظ.