وضعت القرارات الأخيرة لاتحاد القدم لجنة المسابقات أمام اختبار حقيقي لمدى كفاءتها في وضع جدول للدوري وبقية المسابقات يفترض أن يكون خاليا من التسويف والتأجيل وتقلب المواعيد أو على الأقل لا تظهر فيه هذه المثالب إلا في حدود ضيقة للغاية. الاعتذار عن المشاركة الخليجية، وتخصيص كأس فيصل للاعبين تحت 21 عاماً، صب في اتجاه قصر مسابقات الفرق الأولى في الأندية الممتازة على ثلاث فقط، ومع الأخذ بعين الاعتبار وضوح برنامج استحقاقات المنتخب، ووضوح مواعيد مشاركات الأندية المحلية الأربعة في دوري الأبطال الآسيوي، فإن وضع برنامج الموسم لن يكون معقداً كما كان يحدث في السابق حينما كنا مضطرين لبرمجته مرغمين على النظر لمشاركات أنديتنا محلياً وعربياً (إضافة لمشاركتها الآسيوية)، مع عدم ثبات مواعيد هذه المشاركات، وعدم معرفة إلى أي حد ستصل فرقنا في أدوارها. في موسمنا المنصرم كان جدول الدوري مزدحماً بعبارت من عينة (تؤجل المباراة إلى تاريخ... في حال تأهل... إلى نصف نهائي البطولة الخليجية مثلاً)، لكن في موسمنا المقبل يفترض أن نتجنب إقامة المباريات بمواعيد تتضارب سلفاً مع أيام الفيفا والتزامات المنتخب وأيام دوري الأبطال الآسيوي، ويمكن حينها أن نضمن متابعة مريحة وتركيزاً أفضل للفرق ولاعبيها بدل تداخل المسابقات، وبدل تشعب المشاركات بين محلية وإقليمية وقارية وغيرها.
ولعب سوء البرمجة، وعشوائية التنظيم، وكثرة التداخل دوراً سلبياً مؤثراً على كرة القدم السعودية، وأدى في اعتقادي إلى نسبة كبيرة من مسؤولية إقصاء المنتخب من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم المقبلة، حيث أدى إلى إرهاق اللاعبين وتشتيتهم في القتال على جبهات عدة لم يكن الانتقال بينها واضح المعالم محدد التفاصيل، ولذا فإن موسماً منظماً ربما يكون بداية الطريق لاستعادة الوهج، ولتكريس منهجية واضحة ومقننة من الجهد البدني والراحة السلبية، وكيفية التهيئة الذهنية والنفسية، ولهذا سيصب من حيث المحصلة في مصلحة اللعبة.
اليوم لا أعذار أمام لجنة المسابقات، فإما أن تنجح في إيصالنا لمسابقات منظمة بشكل لائق، وإلا فإن الأعذار التي تمسكت بها على الدوام وصورت الأمر كأنه خارج عن إرادتها لم تكن أعذاراً حقيقية وإنما هروباً من المساءلة وتجنباً للمسؤولية.