على الرغم من تكتم رؤساء الأندية الأدبية على نتائج اجتماعهم الذي عُقد مساء أول من أمس في استضافة نادي حائل الأدبي، إلا أن البعض منهم تحدث لـ"الوطن" عن أوضاع الأندية بشيء من التفاؤل، وكأنهم يردون "بشكل غير مباشر" على منتقدي وضع هذه الأندية ونشاطاتها من المثقفين والمبدعين الذين نشرت "الوطن" أمس بعض آرائهم.
ما تزال بخير
الأندية الأدبية لا تزال بخير فهي قريبة من المجتمع تستلهم وإياه ما يخدم وما يرفع من شأنه، فالأندية متصافية مع المجتمعات كما أسلفت، ومتجاوبة معها، فهي تؤدي واجبها بإخلاص وتعاون ومحبة، وتخدم كل مثقف وأديب في هذا المجتمع.
الأندية ليست على وشك الإغلاق كونها تقوم بدور مهم في النهضة والرقي والتقدم، بما تقدمه من أنشطة في سائر الميادين، وتغرس في النفوس دروس الوعي والوفاء والعزيمة والقيم المثلى، وتهدف إلى بناء المجتمع ورفعته، لكنها على وشك الإفلاس بسبب بناء مقراتها.
ثامر المحيسن
رئيس أدبي الجوف
تنسيق الجهود
واقع الأندية الأدبية حافل بالعمل والتعاون والتواصل بين المثقفين والأدباء، واجتماع رؤساء الأندية الأدبية سيقدم الجديد في التنسيق بين جهود الأندية وتطوير العلاقات بين الأندية وبحث احتياجاتها وخططها والخروج بصيغة مشتركة، والأندية الأدبية تقوم بدور فعال في المجتمع، ولديها رسالة واضحة وأهداف تعمل على تحقيقها، لذلك أتوقع استمرارها وعدم إغلاقها.
فهد التميمي
المتحدث الرسمي لأدبي حائل
تؤدي دورها
الأندية الأدبية تؤدي عملا جيدا لخدمة الثقافة والوطن ولا يوجد لها مثيل يدعم الشأن الثقافي في أي من الدول العربية، وأظنها تؤدي الدور المطلوب منها حسب لوائحها التنظيمية وليس مطلوبا منها أكثر مما هو مدون في لوائحها ولا يحق لها أيضا الذهاب أبعد مما حددته لها اللائحة الأساسية، واجتماع رؤساء الأندية بالتأكيد أنه سيقدم الكثير فيما يخص التنسيق بين الأندية الأدبية لتنظيم فعالياتها وملتقياتها، وذلك لأجل أن تستفيد أكبر شريحة من الجمهور.
حسن الصلهبي
رئيس أدبي جازان
المعاناة قائمة
واقع الأندية الأدبية أفضل مما كانت عليه سابقا، فالأنشطة بازدياد كما ونوعا رغم ما تعانيه من نقص الموارد، فالإعانة السنوية غير كافية لأن 60-70 % تذهب كرواتب وأجور ومكافآت وصيانة، ومع ذلك فبعض الأندية تعمل ملتقيات ربما لم تنظمها جامعات ميزانياتها بالمليارات، وننتظر تنسيق بين أعمال الأندية وملتقياتها وتحديد الهموم المشتركة وإيصالها لمن يهمه الأمر ولا أتوقع لها الإغلاق ربما تنكفئ على نفسها لقلة الموارد وتقلل من الأنشطة الإبداعية الكبرى التي تتطلب ميزانيات لا تتوافر لها حاليا.
ماجد المطلق
رئيس أدبي الحدود الشمالية
السقف أعلى
واقع الأندية مرض إلى حد معقول رغم أن الطموحات دائما يكون سقفها أعلى من المنجز، ولعل استمرار الفعاليات والنشر اللذين هما محورا العمل في الأندية يعكس جهودا تبذل من قبل القائمين عليها، ولقاءاتهم تعبر عن حرص واهتمام بالإضافة والتطوير، ولعل هذه اللقاءات تثمر، وإن كانت مسألة إتاحة فرصة التنافس واتخاذ السبل لكل ناد على حدة هي الأهم، أما مسألة إغلاقها فهي ليست شركات، بل مؤسسات حكومية، تعمل من خلال تطبيق لائحة، وتواكب بشكل مستمر الفعل الثقافي والأدبي حسب إمكاناتها.
نايف الجهني
رئيس أدبي تبوك
دورها إيجابي
أنظر لواقع الأندية الأدبية بتفاؤل كبير، فهي تعيش أزهى عصورها، إذ حقق معظمها إنشاء مبان خاصة بها تستوعب أنشطتها الحالية وطموحاتها المستقبلية، كما أن بعضها قد افتتح فروعا في المدن القريبة منها على شكل لجان ثقافية تقوم بدور النادي في تلك المدن، إلى جانب دورها في طباعة الكتب وإقامة المحاضرات والندوات والمهرجانات الثقافية، وتشجيع الناشئين باحتضان مواهبهم الإبداعية، وطباعة كتبهم الأدبية، وينتظر المزيد من التنسيق بين الأندية الأدبية فيما يتعلق بمواعيد إقامة الملتقيات والمهرجانات واختيار مواضيعها. ولا أتوقع أن الأندية الأدبية على وشك الإغلاق، خاصة بعد إنهاء منشآت مبانيها الحالية التي روعي في تصميمها استيعاب أي تطوير قد يطرأ على أدائها الثقافي.
خليل الفزيع
رئيس أدبي الشرقية
التهديد بالعقوق والمقاطعة
إذا عاشت الأندية في ماضيها مرحلة من الركود "حتى بدت بصمة الشيخوخة على مناشطها" فإنها في حاضرها تتنازعها مطالبة فئة بحقوق الانفتاح على المجتمع من جهة، والتهديد بالعقوق والمقاطعة من فئة أخرى لديها استفهامات وقلق، لأنها ترى في انفتاحها انحرافا عن المسير الذي اعتادته، وانزياحا عن المكان الذي ظلت تغشاه سنين كثيرة، وتغيرا في مفردات الأدب والثقافة التي عهدتها، وهذا التجاذب جعل الأندية تترنح، لأنها لا تقوى على التخلي عن رسالتها البنائية المنسجمة مع خصوصية المجتمع، والمستجيبة للمتغيرات والمحتمة للانفتاح في آن، ولا تقوى في الوقت ذاته على التخلي عما ألفه منها النخبويون، وهذا الترنح أوجد مسوغا لعقوقها وشن الغارات، بل والغزوات عليها. وهي الآن تعيش بين سندان المطالبة بالحقوق، ومطرقة التهديد بالمقاطعة والعقوق، فإذا استجابت لحقوق طائفة صفعت بالعقوق من الأخرى، والمحزن أن مطالب الطائفتين لم تبن على تصور كلي حول إمكانات الأندية المادية والبشرية. ومن هنا ظهرت الأندية مشتتة ومرتبكة تحاول جهدها إرضاء الطائفتين دون جدوى، ولم يلح في أفقها القريب طرف ثالث يشبه ذلك القاضي النبيه الذي حكم بين أمين تنازعتا ابنا.!
عبدالله السلمي
رئيس أدبي جدة