وصف الباحث في علم الاتصال العلمي لودفيك فليك Ludwik Fleck في فكرته عن الفكر الجماعي Thought collective تمييزا بين الخبير المتخصص spezieller Fachmann وخبير عام Allgemeine Fachmanner كعاملين في حل مشكلة معينة، حيث إن الأول في وسط ما وصفه بالدائرة الباطنية (المقصورة على فئة معينة) بينما الأخير كالمساهمين في التخصص. وإذا نظرنا في المحيط أو في الدائرة الظاهرية سيمكن إيجاد أحد ما من "الهواة المتعلمين". ويعكس هذا الهيكل التمييز بين الخبرة المتخصصة والخبرة العامة للخبير. حتى داخل الدائرة الباطنية المقصورة على فئة متخصصة، وفقا لـ(فيليك) فإن الهواة المثقفين يتشاركون الاختلاف بين مجلة علمية محكمة وكتيب علوم يستعرض العلوم الشعبية كمعرفة علمية عموما، وبالنسبة لـ(فيليك)؛ فإن هذه الاختلافات تتكون من قاعدة واسعة من المعرفة مبسطة ومجردة من الخلافات بين الخبراء، ومنطقية طبيعيا ومقتصرة على التحول التدريجي نحو (العالمية).

أما بالنسبة للجمهور، فقد وجد باحثون أيضا، في تقرير بحثي عن استكشاف أثر التواصل العلمي على إنتاج المعرفة العلمية قام به كل من الباحثين مارتينا فرانزين، بيتر فينغارت، وسيمون رودر، تحت الجزء الخامس من القسم الأول؛ أن تمييز (فيليك) للجماهير والعلوم التي تتوافق مع أنواع أو تمثيلات مختلفة قد تناولها الباحث و(يتلي) Whitley في تفريقه بين منتجي المعرفة و"المشترين" للمعرفة. يرسم (ويتلي)، بشكل صحيح من وجهة الباحثين، تمييزا حادا بين المجالين يشكل تعميما بمثابة علامة فاصلة. بالتالي فإن التعميم يدل على الانفصال ولكن بحد أدنى لعرف المعرفة من العمليات والأنشطة الاجتماعية الأخرى.

وقد وجد الباحثون عدة استنتاجات مهمة تنبع من هذا. فالتعميم هو أي اتصال بالمعرفة يشمل الاتصال العلمي الداخلي خلال الحدود التنظيمية. أكثر استبعاد سليم لمعرفة بعينها يأتي من موقع الإنتاج، وأكثر موثوقية ويقينية ومنطقية يمكن تقديمها بالتالي من خلال العلماء.

وكذلك فإن التبسيط والثقة المنطقية في عرض المعرفة العلمية ليست وحدها من ملامح كتابة التقرير العلمي في الوسائل الإعلامية، لكنها تحدث بالفعل مع وجود اختلافات تدريجية في الكتب المدرسية المصممة للطلاب أو للجمهور الأكاديمي الشامل.

ويتفق الباحث (هيلجارتنر) Hilgartner أيضا في رأيه الذي يرى أن ذلك يمثل مجموعة من الإنتاج المعرفي وحتى الاتصال بجمهور أوسع يعتبر سلسلة متصلة من السياقات التواصلية ويخلص بأن التعميم مسألة مرحلة. وبالمثل وجد التقرير أيضا أن (بوسكي) Bucchi على خطى ويتلي وهيلجارتنرWhitley and Hilgartner يمثل التواصل العلمي كمرحلة تمر خلال مراحل متعددة، من (اختصاصي داخلي) Intraspecialistic مرورا بـ(اختصاصي بيني) interspecialistic إلى بيداجوجي (تربوي) Pedagogical وأخيرا إلى المرحلة الشعبية وتصنف بأنها "التواصل التفسيري". هذه الصورة للتعميم تختلف كثيرا عن وجهة النظر الهرمية البسيطة لأنها تدرك أن جماهير منتجي المعرفة بمثابة المرجعية الحاسمة. يتم توجيه الاتصالات إلى هذه الجماهير وفقا للكفاءة المفترضة والمصالح والوظائف. بالطبع هذه الجماهير التي ينظر لها على أنها تتلقى اهتماما خاصا مؤثرا. وكما كتب ويتلي Whitley:

"بكل وضوح، فإن أهم جمهور هو مجموعة الباحثين، الأكثر أهمية أن عليهم برهنة مصداقية وأهمية نتائجهم إلى ذلك الجمهور الذي يتبع معاييرهم وأهدافهم. لذلك فالتعميم يجب أن يتناسب مع إطار واهتمامات الجمهور بدلا عن مجرد التعبير البسيط عن أولويات ونهج الباحثين". وإلى تاريخ إصدار هذا التقرير المهم في 2012 في مجال دراسة علاقة العلم بالإعلام فقد وجد، في جوهره، الآلية الكامنة خلف اقتران العلم/ الإعلام.

تمييز الجمهور الأصلي لفيليك Fleck's ونوع الاتصال المعتمد عليه؛ أصبح "وجهة النظر السائدة" في أوساط طلاب العلوم، بينما تظل الهيمنة لوجهة النظر التقليدية في أوساط الخبراء العلميين والإداريين العلميين وصناع السياسة العلمية. ووجهة النظر التقليدية لديها مهامها الخاصة، لا سيما في التأكيد على سلطة المعرفة العلمية والخبراء الذين يمثلونها وبسماتها المميزة التي تجعلها مختلفة عن المعرفة الشخصية العادية.