كشفت مصادر داخل السجن المركزي في محافظة ذمار أن حركة متزايدة تجري لنقل المئات من الموقوفين الأفارقة الذين تم تجميعهم خلال الفترة الماضية، عقب حملة اعتقالات عشوائية استهدفت كل ذوي السحنة السمراء في العاصمة، لا سيما حملة الجنسيتين الصومالية والإثيوبية رغم حصول كثيرين منهم على تراخيص إقامة رسمية في اليمن منذ وقت طويل، مشيرة إلى أن هؤلاء تم فصلهم في مكان خاص، ولم يتم دمجهم ببقية نزلاء السجن.

وأضافت المصادر أن جماعة الحوثيين الانقلابية تريد الاستفادة من هذه العناصر، عبر تجنيدهم بالقوة، والزج بهم إلى جبهات القتال المشتعلة، لتعويض النقص الكبير الذي تعاني منه الحركة خلال الفترة الأخيرة، بسبب الخسائر الكبيرة التي كبدهم إياها مقاتلو المقاومة الشعبية، وعناصر الجيش الموالي للشرعية، بقتل وإصابة آلاف العناصر، إضافة إلى إحجام القبائل عن إرسال أبنائها للقتال في صفوف التمرد، بسبب التمييز الكبير الذي تمارسه الميليشيات في حقهم، عبر وضع أبنائها في جبهات القتال الأمامية، والاحتفاظ بأبناء العائلات المرموقة، الذين يطلق عليهم اسم "القناديل"، في أماكن أكثر أمنا، إضافة إلى معاملة أبنائهم بصورة سيئة، وعدم الاهتمام بسحب جثث قتلاهم، وتركها ملقاة في الطرق والأودية والسهول، لتصبح طعاما للوحوش والكلاب الضالة.


تجنيد إجباري

أشار ضابط رفيع داخل السجن - اشترط عدم الكشف عن اسمه لدواع أمنية - إلى أن الدفعة الحالية من الموقوفين الأفارقة الذين تم تجميعهم تضم أكثر من 320 موقوفا، وأنهم خضعوا خلال الأيام الماضية إلى دورات تدريبية خاصة باستخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ووعدتهم الجماعة الانقلابية بالمال ومنحهم إقامة دائمة في اليمن، إلا أن كثيرا منهم رفضوا الانخراط في صفوف المقاتلين، لكنهم رضخوا في الآخر بعد تهديدهم بتقديمهم إلى محاكمات فورية بتهمة الانتماء إلى تنظيم داعش، وهي تهمة تصل عقوبتها إلى القتل.

 


أصابع إيران

مضى المصدر قائلا إن الغالبية العظمى من هؤلاء الموقوفين يدينون بالإسلام، وحاولت الميليشيات استمالتهم إلى المذهب الشيعي، حتى يمكن استغلالهم في القتال بدوافع طائفية، مؤكدا أن تلك الخطوة باءت بالفشل الذريع، حيث رفض الموقوفون تغيير مذهبهم.

وكانت الجماعة الانقلابية قد كثفت مساعيها لاستقدام مرتزقة أفارقة، وأكد محافظ شبوة، العميد عبدالله النسي، أن تزايد تدفق اللاجئين الأفارقة هذه الأيام أكبر من ذي قبل، ما يدل على أن ما يحدث هو حركة منظمة تقف خلفها جهات محلية وخارجية، تهدف إلى توفير عنصر بشري لمساعدة الميليشيات. ووجه أصابع الاتهام إلى النظام الإيراني، مؤكدا أن هناك معلومات موثوقة تشير إلى أن طهران وعدت بتوفير مكافآت شهرية لهؤلاء الأفارقة، نظير المشاركة في القتال إلى جانب جماعة الحوثيين.