بينما يشارك المرشحون الجمهوريون لانتخابات الرئاسة الأميركية 2016، في مناظرة انتخابية بولاية لاس فيجاس أخيرا، تحول السباق بشكل غريب إلى استفتاء على ما يقرب من ثلاثة ملايين مسلم في الولايات المتحدة، وعلى مليار ونصف من المسلمين خارج حدودها.

كان المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية، دونالد ترامب، طالب بحظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، ويرجع ذلك جزئيا إلى المشاعر المعادية المزعومة لأميركا.

ووفقا لأحدث استطلاع لكل من "إن بي سي نيوز" و"وول ستريت جورنال"، فإن معظم الأميركيين يعارضون مثل هذه الخطوة التي يدعو إليها ترامب، لكن استطلاع آخر قامت به كل من "واشنطن بوست" وقناة "أيه بي سي نيوز" أظهر أن معظم الناخبين الجمهوريين يؤيدون هذه الفكرة.

لذلك، فإنه ومع اشتداد موسم الحملات الانتخابية، يبقى من المرجح أن نستمع إلى وجهات نظر المسلمين حول الولايات المتحدة في الأسابيع المقبلة.

منذ عام 2002، أجرى مركز "بيو" للأبحاث عددا من الاستطلاعات في عدد من الدول التي لديها جاليات مسلمة كبيرة. في كل عام، كان يطلب من الجماهير إبداء الرأي حول ما إذا كانوا يحملون وجهات نظر إيجابية أو سلبية عن الولايات المتحدة.

أظهرت الاستطلاعات الأخيرة أن المشاعر المعادية للولايات المتحدة تظهر بوضوح في مصر والأردن، ولكن مثل هذا الشعور انحسر بالفعل بين المسلمين في الأراضي الفلسطينية وباكستان، وفي كل من إندونيسيا ونيجيريا، وهما الدولتان اللتان تحتضنان أغلبية مسلمة كبيرة بين دول العالم، عبرت الأغلبية فيهما عن وجهات نظر إيجابية بشأن الولايات المتحدة.

في الواقع، كانت المشاعر الموالية للولايات المتحدة في إندونيسيا ونيجيريا أقوى من نظيرتها في ألمانيا، واتضح أن المشاعر المعادية للولايات المتحدة هي قوية بشكل خاص في الدول ذات الأغلبية المسلمة التي شملها الاستطلاع في منطقة الشرق الأوسط.

ومع ذلك، فإن هناك اختلافا بين طائفة الشيعة والسُنة في البلاد. ففي حين تمثل نسبة من يحملون مشاعر معادية للولايات المتحدة بين الشيعة 95 %، تبلغ هذه النسبة 52 % لدى السنة. مع ذلك، وإن الشعور المناهض للولايات المتحدة ليس شعورا عاما في جميع البلاد ذات الأغلبية المسلمة.

تأتي المواقف المعادية تجاه الولايات المتحدة نتاجا لعوامل متعددة. لم يحظ الغزو الأميركي للعراق في 2003 والفوضى التي خلفها بتأييد في كثير من البلاد ذات الأغلبية المسلمة، وأضر بصورة الولايات المتحدة في كل من المنطقة ومناطق بعيدة مثل إندونيسيا وباكستان.

لكن الصور النمطية للمسلمين في الغرب تساعد أيضا في تفسير بعض هذا العداء للولايات المتحدة. 6 من كل 10 أو أكثر من المسلمين في 7 دول إسلامية يعدّون الغربيين أنانيين، جشعين، وغير أخلاقيين، وفقا لدراسة مركز بيو للأبحاث في 2011. فقط حوالى 3 من كل 10 نظروا إلى الغربيين باعتبارهم صادقين، ومتسامحين، وكرماء.

وهذه رسالة تحذير لترامب ومرشحي الحزب الجمهوري: المسلمون خارج الولايات المتحدة منقسمون في رأيهم بشأن الولايات المتحدة، تماما كما ينقسم الأميركيون في وجهات نظرهم حول المسلمين.