يبدو أن العجز المتوقع للميزانية هذا العام بسبب انخفاض أسعار النفط، سيكون نقطة تحول إيجابية بكل معاني الكلمة، فمن رحم الصعوبات تبزغ الحلول الذكية والأنظمة التشاركية بين جميع القطاعات، وتوالي الإصلاحات الإدارية والإجرائية التي تكسر روتين البيروقراطية كسرا يجعلنا نشعر بالفخر والفرح في آن معا، ولعل ولي ولي العهد رئيس المجلس الاقتصادي الأمير محمد بن سلمان، أنموذج حي للقائد العملي.

ففي مشروع التحول للمملكة 2020، تم إشراك كثير من شرائح المجتمع جنبا إلى جنب مع قادة الرأي والشباب، وهو ما نحتاج إليه بحق، ولعلي أسترجع كلمة قالها د. محمد سرور الصبان، الخبير الاقتصادي، حين ذكر في منتدى جدة التجاري الرابع أنه يستشرف الأمل من رحم الأزمة، ويراهن وبشدة على الشباب القادم.

وقال حرفيا: "إن أزمة النفط الآن وانخفاض أسعاره فرصة حقيقية لتعديل المسار الاستهلاكي السلوكي للأفراد". وهو ما أتفق معه تمام الاتفاق.

اليوم، نحن في مفترق طرق، وعلينا أن نبني مستقبلنا الاقتصادي بتفعيل كُل مُقدراتنا غير النفطية، وبعيدا عن النفط، نحن اليوم في حاجة إلى فتح آفاق الاستثمار في كل المجالات، حتى ينعكس ذلك على اقتصادنا، وعلينا كذلك ومن باب "السلوك المجتمعي" تغيير بعض القناعات، فلا مجال للكماليات قبل الأساسيات، وأخيرا علينا انتظار مخرجات من ابتعثتهم الدولة ليعودوا بالفكر والبناء، فيوما ما سينضب النفط، ولن يبني المكان إلا العلم والإنسان.

أجمل ما في الموضوع بخصوص التحول 2020 للمملكة، أن ملايين المواطنين شاركوه وشاهدوه تقنيا عبر بعض مشاهير "سناب شات"، وهو ما يؤكد أن المرحلة القادمة، بإذن الله، ستنبذ الروتين إلى الأبد، أو هكذا أتمنى.. قولوا يا رب!