أصيب الممثل الفرنسي ميشيل بوكيه البالغ من العمر 84 عاماً منذ أيام بأزمة صحية وهو يؤدي دوره على مسرح باريسي، نقل على إثرها للمستشفى، وتوقفت العروض إلى أن يشفى تماما..

وبوكيه لمن لم يسمع به هو "شيخ الممثلين الفرنسيين".. تشرد في الحياة قبل أن يصبح ممثلا قديرا، إذ عمل خبازا وميكانيكيا وفي مختبرات طب الأسنان، وعاصر التمثيل منذ الحرب العالمية الثانية، وبالتالي فهو بحد ذاته تاريخ يمشي على قدمين.

هذا العشق لخشبة المسرح حتى وإن كان الوضع الصحي غير مستقر، جعل الفن يخسر بعض مبدعيه، ومن ذلك رحيل نصري شمس الدين على خشبة معرض دمشق الدولي عام 1983، ورحيل المطرب المبدع طلال مداح وهو يمارس طقوسه الصوتية المبهرة على مسرح المفتاحة بأبها. وأذكر كم ذهلنا يوم 11 أغسطس 2000 حين جاءنا الخبر، وما بين تصديقه وعدم تصديقه مرّت الدقائق مؤلمة إلى أن تأكدنا من الواقعة التي أفقدت الفن أبرز أعمدته، ولم يعد للأرض صوت بعد رحيل الدفء الذي كم كان يبثه فينا طلال مداح.

في حالة مشابهة لحالة مداح، توفي الفنان التونسي المبدع علي الرياحي بعد إصابته بأزمة قلبية أثناء أدائه لأغنية "قتلتني من غير سلاح" على المسرح البلدي بالعاصمة التونسية في 27 مارس 1970.

وممن رحلوا أيضاً وهم يقدمون فنونهم على المسرح الكوميدي المصري غريب محمود (ديسمبر 2006) ، والممثل المسرحي الجزائري توفيق ميميش (مايو 2010).. والفنان والمخرج الكويتي كنعان حمد (يوليو 2003)، وغيرهم....

كثير هم المبدعون الذين عشقوا خشبة المسرح، فتعلق بهم جمهورهم لإخلاصهم لفنهم.. وحالة الرحيل عليها ليست بجديدة على عالم الإبداع والمبدعين الذين يعدّ الكاتب المسرحي الفرنسي موليير من روّادهم عالميا، وهو أهم كتاب الكوميديا في تاريخ فرنسا،.. والمفارقة أنه مات عن عمر 51 عاماً على المسرح عام 1673 وهو يؤدي دور مريض بالوهم في واحدة من أكثر مسرحياته إضحاكاً... رحل موليير تاركاً لمن بعده جنوناً لا حدود له على خشبة المسرح.