يعد من أكثر أنواع سلس البول انتشارا بين النساء حيث تبلغ معدلات

35 ? من النساء، ولا يوجد دراسة دقيقة تحدد نسبة - الإصابة به بين 4

انتشاره في المملكة. في الحقيقة، هو تسرب البول اللا إرادي الذي يحدث

عند الضحك، أو العطاس والكحة أو عند القيام بعمل ما يؤدي لارتفاع

الضغط داخل البطن.

ومما يجعل بعض النساء عرضة له عدد مرات الحمل والولادة حيث

أن ارتفاع عدد الولادات يزيد من الإصابة، وكذلك السمنة التي ترتفع

خطورة الإصابة بزيادة معدل كتلة الجسم عن 35 كجم/م 2. وكذلك

طريقة الولادة، فإذا كانت طبيعية فإن احتمالية الإصابة تكون أعلى،

وهذا لا يعني أنه يمكن استخدام الولادة القيصرية كوسيلة حماية من

سلس البول. ومن العوامل الأخرى أيضا التقدم في العمر، والتدخين،

والتاريخ العائلي، والعمل في أعمال تتطلب حمل الأوزان الثقيلة

والتعرض لذلك لفتره طويلة، وبعض أنواع الرياضات التي تتطلب القفز

أو الجري، والكحة المزمنة باختلاف أسبابها والإمساك المزمن.

يعتقد بعض من النساء هي أن سلس البول الإجهادي أمر طبيعي

مصاحب للتقدم في السن والبعض الآخر يشعر بالخجل من مناقشة

هذا الأمر مع الطبيب أو يعتقد عدم وجود حل لهذه المشكلة، لكن في

الواقع هي مشكلة تحتاج استشارة الطبيب متى ما كانت ذات تأثيرعلى

حياة المريضة الاجتماعية أوالزوجية أوالدينية ومايتعلق بها من طهارة

وخلافه.

فبعد تشخيص الحالة من الطبيب يمكن تقديم خيارات العلاج التالية

للمريضة مع مراعاة عمرها وتاريخها المرضي وقد تختلف خيارات

العلاج من مريضة لأخرى. فمن الوسائل العلاج التحفظي ويشمل

خفض الوزن، وعلاج الكحة والإمساك المزمن، وعمل تمارين "كيجل"

لعضلات الحوض، والعلاج الطبيعي. وهذا النوع من العلاج يعمل على

تقوية عضلات الحوض ويعطي نتائج جيدة تصل لنسبة 70 ? ويعتبر

الخيار الأول للعلاج.

وهناك العلاج الدوائي لكنه لم يظهر فعالية كبيرة لذلك استخدامه

محدود جدا لبعض الحالات، وكذلك توجد طريقة علاجية باستخدام

الحلقة المهبلية؛ وهي عبارة عن حلقة خاصة مصنوعة من السيلكون

يتم وضعها في المهبل للحد من حركة الإحليل (مجرى البول) أثناء ارتفاع

الضغط بداخل البطن المصاحب للضحك والكحة وغيرها وبالتالي تمنع

سلس البول الإجهادي بطريقة ميكانيكية، وهي آمنة وفعالة ويمكن

للمريضة وضعها وإزالتها وتنظيفها بنفسها.

وأخيرا هناك العلاج الجراحي، ويعد الخيار الأكثر فعالية مع الأخذ في

الاعتبار المخاطر التي قد تصاحب أي عملية جراحية مثل مخاطر

التخدير والنزف والالتهابات. فبعد التطور في علاج سلس البول، أصبح

بالإمكان إجراء الجراحة في يوم واحد وبتدخل جراحي محدود يمكن

عمله بتخدير موضعي أو نصفي، وتعتبر حاليا الجراحة المثالية وذلك

بوضع شريط من البرولين مهبليا حول الإحليل بواسطة جراحة مهبلية

صغيرة لا تتجاوز 2 سم. وتوجد عدة أنواع من هذه الأشرطة.

في بعض الحالات التي فشل علاجها باستخدام شريط البرولين يمكن

استخدام شريط من نسيج حي من جسم المريض (عادة من المستقيمة

اللفافة بجدار البطن الأمامي) ويتم وضع الشريط حول الإحليل عند

عنق المثانة. أو في بعض الحالات الأخرى يمكن اللجوء لحقن مواد

مصلبة في الإحليل مثل مادة الكولاجين.

ينصح بعد اجراء الجراحة بتجنب كل ما من شأنه الإضرار بنتائج

الجراحة، مثل تجنب الحمل، وتجنب الامساك، وتجنب التدخين، وتجنب

الأحمال الثقيلة، والحفاظ على مثالية الوزن. إن إهمال أي من هذه

النصائح يساهم لحد كبير في عودة المشكلة للظهور مرة أخرى.

 


* عبدالله صالح الشهري

استشاري أمراض النساء والولادة