قرار قطع العلاقات السعودية مع إيران هو انتصار للسلام، للإنسانية، لقيمة الفرد، لسيادة القانون، للحرب على الإرهاب، للمجتمعات الناضجة، لإعادة ترتيب الأوراق، وربما لخلطها من جديد، ففي النهاية سينتصر صاحب الحق المؤمن بحقه، وستسقط أمة انشغلت بالمكائد وبث الفرقة والأحقاد بين المسلمين، عربهم وعجمهم، بنفسها الطائفي القذر.

إيران البلد المتخشب في ولاية الفقيه والمنكفئ على مرجعياته المعطوبة، المحارب لكل مظاهر التحضر والإنسانية والأفكار والحريات، المغتصب لأراضي 3 شعوب مسلمة، غير فارسية، تطالب باستقلالها منذ زمن، تمثل تماما في وصف علامتهم علي شريعتي- قتلوه لاحقا- حين قال عن تسييس التشيع، الذي أعادته ثورة الخميني وهذه نتائجه، إنه يستهدف إضفاء طابع مذهبي على الحالة القومية، وبعث القومية الإيرانية الفارسية، وإحيائها تحت ستار الموالاة والتشيع.

ويعرف المجتمع الدولي أن إيران خلف كل حرب ومواجهة دامية في المنطقة، وعبرت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كونداليزا رايس عن ذلك بقولها: إيران البنك المركزي للإرهاب. والعرب يعرفون أنها -أي إيران- تسلمت الدور من حليفتها إسرائيل، وتقوم به على أكمل وجه، وها هي تعبث في العراق وسورية ولبنان واليمن، بعد أن حولتها إلى مناطق صراع، خلافا لما تمارسه من تحريض مذهبي شرس في البحرين وشرق السعودية لإذكاء الفتنة، وكل ما تطمح إليه أن ترى أكبر قدر من الدماء والجثث.

لم يعد أحد يغفل عن حجم العداء الذي تكنه إيران لكل دول المنطقة، وإن تظاهرت بمعاداة أميركا وإسرائيل، واستماتتها في خلق النزاعات والحروب، وقد استخدمت أعداءها السنة لقتل أشقائها الشيعة بدم بارد، وجهر بذلك المعمم العربي ياسر الحبيب، وهو المتطرف جدا ضد السنة، حين اتهم إيران بتسليم السلاح للقاعدة لقتل الشيعة في العراق.

وبالأمس، استشاطت إيران غضبا بعد إعدام مجنديها من رجال القاعدة، دعكم من النمر، فهو مجرد فزاعة.

الإرهاب الذي ظهر في الدول العربية يواجه بصرامة من الدول نفسها، ولا يعدو كونه أيديولوجيا أفراد لا يجتمعون في منظومة دولة وكيان سياسي، غير أن الإرهاب الذي تصنعه دولة إيران الفارسية الناقمة في المنطقة، بخلق الفتن ودعم عصابات القتل، سنتهم وشيعتهم، هو نهج سياسي مؤصل بفقه صفوي متطرف، وعنصرية قومية مقيتة، يجب أن يرفع في وجهه السلاح، حتى ينتهي النظام الإرهابي.