فيما يبدو أنه تمهيد لبدء معركة استرداد صنعاء من فلول التمرد الحوثي وميليشيات صالح، ألقت طائرات التحالف العربي، أمس، منشورات تحذيرية في العاصمة، تدعو المدنيين إلى الابتعاد عن الأماكن التي يتوقع تعرضها لعمليات عسكرية، حفاظا على سلامتهم وممتلكاتهم، وعدم المشاركة في القتال إلى صفوف الانقلابيين، والتأكيد على أن اليمن دولة عربية، وستبقى كذلك، وأنه لا مكان للفرس وأعوان إيران في اليمن الذي يعدّ أرض الحكمة والعروبة، وحان أوان استعادة تلك البلاد وإنهاء التمرد.

وأشارت مصادر داخل العاصمة إلى أن اليمنيين تفاعلوا بإيجابية كبيرة مع تلك المنشورات، واستبشروا بها خيرا، لأنها تعني قرب خلاصهم من فلول الانقلابيين. وقال الطالب في كلية التجارة بجامعة صنعاء، ناجي منصور، إن معظم اليمنيين ينتظرون على أحر من الجمر اندلاع معركة تحرير مدينتهم.

 


مشاركة فاعلة


قال منصور "ميليشيات البغي الحوثية تسببت في تدهور الأوضاع، وارتفاع تكاليف المعيشة، مؤكدا أن أعدادا كبيرة من الشباب ستبادر بالانضمام إلى صفوف المقاومة الشعبية والجيش الموالي للشرعية بمجرد بدء العمليات. كما أشار إلى أن الانتفاضة الداخلية سيكون لها دور كبير في القضاء على المتمردين.

وأضاف منصور قائلا إلى "الوطن"، "لن نكتفي بالفرجة على قوات التحالف وهي تأتي لمساعدتنا، وسنسارع بالانضمام إلى صفوفها، لأننا أدرى بالعاصمة، ونعرف مداخلها ومخارجها، وندرك المواقع التي يتحصن فيها أعداؤنا، حتى المواقع التي يتوقع تمركز القناصة بها، وسنفاجئ هؤلاء برد لا يتوقعونه، وستكون لنا كلمة في العمليات. فقد ذقنا كل أنواع الويلات على أيديهم خلال الفترة التي سيطروا فيها على مقاليد الأمور، ولا يكاد يخلو بيت من بيوت سكان صنعاء من مأساة تسبب فيها الحوثيون".


اقتسام المسروقات

كشف شهود عيان في صنعاء أن المدينة تشهد فوضى كبيرة ومعارك بين مسلحين ومجاميع مجهولة، بدأت بعملية نهب وسلب مخازن المؤسسة الاقتصادية في باب اليمن. وأشاروا إلى أن أعمال الفوضى لم تقتصر على المواقع التجارية فقط، بل تعدتها ووصلت إلى قسم شرطة قريب من باب اليمن وقال المركز الإعلامي للمقاومة إن المسلحين الذين يقومون بعمليات الفوضى والنهب ليسوا من خارج ميليشيات التمرد الحوثي، بل هم تابعون لها، وشرعوا في محاولة نهب ممتلكات الدولة والمواطنين، بعد خلافات بينهم وبين قيادات الحوثيين التي ارتكبت كثيرا من عمليات الفساد المالي، واستولت على مقدرات الدولة وممتلكاتها وحولتها لمصلحتها الخاصة. أضاف المركز، أن ما يجري على أرض الواقع في صنعاء يبدو أنه جزء من محاولة الحصول على كعكة من أموال الدولة، وأن المجاميع المسلحة ناقمة من استئثار قياداتها بما وقعت عليه أيديهم وتحويله إلى منفعة شخصية.