لم تكد تمر 24 ساعة على اجتياح مجاميع إرهابية تابعة لجماعة أنصار الشريعة المرتبطة بتنظيم القاعدة لمدينة أحور، في محافظة أبين جنوب اليمن، حتى أرغمت قوى قبلية المتطرفين على الانسحاب من المنطقة، بعد أن أمهلتهم يوما واحدا، وحملتهم عواقب البقاء في المدينة.
وأشارت مصادر ميدانية إلى أن قبائل باكازم، التي تعد كبرى قبائل المدينة، وجهت تحذيرا لمقاتلي التنظيم، وطالبتهم بسحب قواتهم فورا، تجنبا لاندلاع معارك، وأمهلتهم حتى صبيحة الأمس. وشرعت القبيلة فور توجيه تحذيراتها في حشد مقاتليها الذين تدافعوا بأعداد كبيرة، بكامل عدتهم وعتادهم، مما دفع المتطرفين إلى الموافقة على الانسحاب، والدخول في مفاوضات استمرت لساعات عدة، انتهت بتراجعهم، بعد أن وفرت لهم القبيلة مخرجا آمنا، وتعهدت بعدم التعرض لهم.
مسؤولية المخلوع
وكان مسلحو القاعدة قد سيطروا، فجر أول من أمس، على مدينة أحور الساحلية، التي تربط بين مدينتي زنجبار، عاصمة محافظة أبين، والمكلا، عاصمة محافظة حضرموت، شرقي البلاد، وانتشروا في شوارعها بعد اشتباكات قتل فيها ثلاثة من مسلحي المقاومة الشعبية الموالية للشرعية.
وكان وزير الخارجية، حمود المخلافي، قد اتهم المخلوع، علي عبدالله صالح، بتحريك عناصر القاعدة، لإرباك السلطات الجديدة، وإظهارها بمظهر العاجز، مشيرا إلى أن تلك الورقة التي يلعب بها صالح في الوقت الحالي هي آخر أوراقه، مؤكدا أن الدولة سوف تنتصر في النهاية على التمرد والإرهاب، وسوف تتمكن من بسط الأمن والاستقرار في كل ربوع البلاد.
وجهان لعملة واحدة
وأضاف المخلافي أن النشاط الذي تبديه عناصر التطرف والإرهاب في الوقت الحالي، والعمليات الانتحارية التي ترتكبها في عدن، ومحاولتها التوغل في عدد من المديريات، يرجى منها تشتيت أنباه القوى الموالية للشرعية، وإثنائها عن التقدم الذي حققته، ودفعها إلى التراجع عن معركة استعادة العاصمة صنعاء، مشيرا إلى أن القوى الموالية للشرعية تدرك ذلك جيدا، ولن تتراجع عن التقدم الذي حققته في الكثير من جبهات القتال. وتابع "سيتم الانتهاء عاجلا من استعادة صنعاء، وفي نفس الوقت سوف نستمر في دحر عناصر القاعدة، لقناعتنا بأن الاثنين وجهان لعملة واحدة، وأن اليمن لن تشهد استقرارا إلا بعد القضاء عليهما معا. فالتطرف صنيعة المخلوع".