بعد ثلاثين عاما كشف الناقد الدكتور عالي القرشي الستار عن النسخة المثيرة للجدل من رسالته التي تقدمها بها لنيل درجة الدكتوراه، وتم رفضها آنذاك، مما دعا به إلى إجراء بعض التعديلات والتقدم بنسخة أخرى استطاع من خلالها أن يعبر برسالته لبر الأمان ويحصل على الدرجة العلمية، بينما احتفظ بالنسخة المثيرة للجدل طوال ثلاثة عقود ليقرر أخيرا إزاحة الستار عنها وتقديمها ككتاب متداول سيكون متاحا للجميع في إحدى دور النشر بمعرض الرياض الدولي للكتاب خلال الأسبوع المقبل.


وثيقة تاريخية

وقال القرشي في مقدمة كتابه "حرصت على نشر هذا العمل العلمي للملابسات التي ارتبطت به، وأظهرته كما قدم للمناقشة عام 1408، ولم أغير فيه إلا ما تنبهت له أو نُبهت من خطأ طباعي أو لغوي أو ضبط بالشكل؛ ليكون وثيقة تاريخية لمرحلة عرفتم أبعادها".

وذكر القرشي في حديث إلى "الوطن" أنه قام بتعديل رسالته هذه بعد أن تم رفضها وكانت التعديلات بنسبة 20 % تقريبا، ولم يكن هذا الأمر خضوعا بقدر ما كان انحناء أمام عاصفة التيار المتجذر آنذاك لكنه رغم انحنائه لم يقبل بإشراف الدكتور مصطفى عبد الواحد الذي وضع الكلية والجامعة آنذاك في موقف حرج، واختار لرسالته شيخا أزهريا تفهم الموضوع وتفهم الموقف.


جيل متفاعل

وعن توقيت تقديم النسخة المثيرة للجدل، قال القرشي: بعد تفاعل أبناء جيل اليوم مع قضية الدكتور سعيد السريحي رأيت أن أقدم رسالتي التي كانت هي ضحية لتلك المرحلة لكي يدرك جيل اليوم ما كان يمارس ضد المنهج العلمي من أساليب ملتوية وباسم الدين، وكيف تخلت بعض الجامعات عن دورها التنويري ورضخت للأغراض الشخصية لبعض المناقشين وبعض المؤتمنين على القرار فيها.

وقال إنه يحيي جيل المثقفين اليوم الذين تفاعلوا مع أحداث ما قبل 3 عقود وأشعلوا مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلا مع قضية الدكتور سعيد السريحي، مناقشين ورافضين لما كان يمارس في تلك الفترة، وما كان للموضوع أن يستعاد بهذا التفاعل لولا وجود رجال من جيل اليوم لهم قدرهم الثقافي.


تقديم من الجيل الثاني

وأشار القرشي إلى أن اختياره للدكتور معجب العدواني لكي يقدم لكتابه الذي ضم رسالته المثيرة للجدل كان لأن العدواني من الجيل الثاني لمرحلة الحداثة وله حضوره الثقافي في الحركة نفسها، وقد كتب عن كثير من الروايات وخاصة روايات رجاء عالم ثم بوصفه أكاديميا، مشيرا إلى أنه طبع الكتاب الذي سيكون متوفرا في معارض الكتاب من خلال دار الانتشار حتى لا يكون هناك تحكم في أعداد النسخ والتوزيع، ولكي يحقق الانتشار والتوزيع المناسب، لافتا إلى أنه لا ينكر أن هذه النسخة فيها جهد علمي وإظهار للصورة الشعرية عما كان سائدا ومألوفا، وقد حرض على أن يطلع القارئ على هذا الاختلاف.