تعبير واحد في صيغة سؤال يوجهه العربي لشقيقه عن الحال، والحال دائما في اللغة منصوب، ويا ليت حالنا ترفع بدلا من هذا السأم الذي صار يعيش داخل كل قلب عربي.
فما حال سورية وليبيا والعراق وفلسطين وغيرها إلا الخراب والدمار والتشرذم والانقسام والاحتراب والاقتتال مع المساحات الكبيرة من الاختلاف والانقسام ودواعيهما من أكوام هائلة من الكراهية والأطماع.
ومع أن مقومات التكامل الطبيعية لجميع الدول العربية متوافرة، فلا حواجز جغرافية، ولا حواجز ثقافية ولا حواجز لغوية، ولكنها أواصر الدم والقربى والأرحام والمصاهرة، غير أنها سرعان ما ذابت تحت الانقسام والتشرذم وانعدام الإرادات السياسية الضيقة لدى بعض القيادات العربية، بدعاوى غريبة.
فشلت الجامعة العربية في إدارة الأزمات طوال عمرها رغم تكوينها الذي يسبق الاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي حقق ذلك الاتحاد ما فشل فيه أبناء الأمة العربية.
لقد كان للأحلاف والأحزاب العربية التي نشأت في أحضان المؤامرات الدولية العميقة مثل حلف بغداد، وحزب البعث العربي الاشتراكي في العراق وسورية والسودان ولبنان أكبر الأثر في تفتيت العرب وشرذمتهم ناهيك عن الأساليب القمعية للشعوب من القائمين على الحزب في العراق وسورية.
كما كان الانقسام الواضح في بقية المجموعة العربية من خلال اتحادات ورقية تسعى جميعها من خلال تجارب اقتصادية واجتماعية واهية، مثل مجلس الوحدة العربية الذي دخله مبارك مع اليمن والأردن وياسر عرفات وصدام حسين، على غرار مجلس التعاون الخليجي، ثم جاء الاتحاد المغربي ليضم دول المغرب العربي، فجاءت مشكلة الصحراء الغربية، ثم كارثة احتلال الكويت.
وجاء دور القذافي الذي صرف الأموال العربية بسفه ضد أشقائه، فصار ينتصر لإيران ضد العراق، ويخطب الجمعة في تشاد بمئات الملايين من الدولارات، ويدخل في المعترك الدولي بصاحب المحفظة النقدية، وصار المال العربي يوصف بأنه الدور المسحور لجميع الأنواع القذرة في العمليات السرية ضد العالم العربي.