جملة حوادث ووقائع خلال الأشهر الماضية كشفت حجم تقصير بعض سفاراتنا تجاه مواطنينا. بعد الحوادث التي جرت في البحرين وسوريا ومصر والفلبين وتعرض فيها مواطنون سعوديون للاعتداء أطلت علينا حادثة أستراليا لتكشف لنا حجم الاستهدافات التي يتعرض لها المواطن المقيم في الخارج لأغراض العمل أو الدراسة أو الزيارة إما بالاعتداء عليه بدنيا أو ابتزازه أو سرقة أمواله وأمام كل تلك الوقائع التي أجدها منشورة أمامي ألمس في كل حادثة أن أصابع اتهام المواطنين دائما تشير إلى تقصيرالسفارة وأنها لم تبادر لمباشرة الحادثة في التوقيت المناسب أوأن حضورها قد جاء متأخرا وفي الوقت غير المناسب وكأنها سيارة إسعاف حضرت بعد وقوع الحادث ووفاة الركاب أو دخولهم إلى غرف العناية المركزة.

أستراليا مثلا دولة توجد فيها جالية سعودية كبيرة أغلبهم من الطلاب والطالبات السعوديين والسعوديات المبتعثين للدراسة وفي الأسابيع الماضية تعرض طالب سعودي للضرب وهو متجه للقطار من قبل أشخاص قيل إنهم مخمورون وسحبت نقوده وأوراقه واتهم الطالب السفارة بعدم مبادرتها وتقصيرها لأنها لم تبذل أية جهود لمساعدته بل إنها حسب قوله فصلته من البعثة على خلفية ما حدث وأعادته إلى المملكة فورا ودون تحقق من ملابسات الحادثة. في تعليق وزارة الخارجية على ما حدث وحسب المنشور في جريدة الرياض يوم الثلاثاء 18/ 11/ 1431هـ اعترف المصدر بوجود مضايقات للسعوديين إذ قال إننا نبذل جهودا جادة مع المسؤولين الأستراليين لكبح جماح التصرفات الاستفزازية التي يقوم بها مواطنون أستراليون ضد بعض السعوديين.

اعتراف المسؤول يجعلنا في قلق أكبر من حادثه عابرة لطالب سعودي فالواضح أن هناك استهدافا مقصودا للمواطنين السعوديين وهو ما يجعلنا نتساءل متى تنتهي تلك الجهود لكبح غوغاء الأستراليين؟ وأين دور السفارة في تأمين الأرضية الأمنية لطلابنا؟ وهل سننتظر حتى يحدث ما لا تحمد عقباه لنستقبل بدموعنا توابيت مبتعثينا!! أتمنى ألا أكون متشائما أكثر من اللازم ولكن إذا لم تفلح تلك الجهود وبصورة عاجلة جدا فالأولى إيقاف البعثات لأستراليا واختيار دولا بديلة تكون أكثر أمنا وأرحب أرضا وأكثر قدرة على حماية أبنائنا.