تقلصت صفوف أصحاب الثروات الطائلة في العالم للمرة الأولى منذ 2008، ما يعتبر مؤشرا جديدا على الأثر الذي تركه تباطؤ النمو الاقتصادي، والصدمات التي تعرضت لها أسواق الأوراق المالية، وتدني أسعار السلع على المستوى العالمي.

وقالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أمس إن عدد الأشخاص الذين يملكون أصولا بقيمة 30 مليون دولار على الأقل انخفض بمعدل 3% في 2015 حيث وصل إلى 187000.

ويأتي الانخفاض بعد سنوات من تضخم الثروات الخاصة، حيث زاد أصحاب الثروات الكبيرة في العالم بمعدل 61% خلال السنوات الـ10 الماضية.

خسائر الأسواق

قالت الصحيفة إن الخسائر التي منيت بها أسواق الأوراق المالية العالمية خلال العام الماضي لعبت دورا مهما في انخفاض الثروة، كما أن انهيار أسعار النفط في الأسواق العالمية أثر بشكل خاص على عدد الأثرياء في الشرق الأوسط وأفريقيا، فيما لعب تقلب أسعار العملات دورا أساسيا أيضا.

ووصلت نسبة انخفاض عدد الأثرياء في البرازيل إلى 12%، فيما وصلت النسبة في السعودية إلى 8%، وفي روسيا 5%، وفي الولايات المتحدة 2%، وفي الصين 1%.

ارتفاع في 2025

لكن من المتوقع أن يكون هذا التراجع مؤقتا حيث ذكرت وول ستريت جورنال عن مصادر مالية عالمية توقعاتها أن عدد أصحاب الثروات الطائلة سيرتفع بنسبة 41% بحلول عام 2025، مع أن السرعة ستكون أقل مما كانت عليه خلال الـ10 سنوات الماضية.

ارتفاع عدد الأثرياء كان كبيرا خلال السنوات القليلة الماضية في قطاع العقارات، الذي أصبح وجهة مفضلة للاستثمارات منذ عام 2009.

الاستثمار العقاري

قال تقرير صادر عن مؤسسة "نايت فرانك" للاستشارات العقارية إن حوالي ربع استثمارات العقارات التجارية في العالم جاء من أفراد يعتبرون من أصحاب الثروات الكبيرة. ففي العام الماضي ضخ أثرياء العالم 178 مليار دولار في قطاع العقارات، وكانت الفنادق هي الاستثمار المفضل لديهم.

أما الوجهة المفضلة للاستثمارات الخاصة فكانت أميركا الشمالية، حيث كان ازدياد رأس المال القادم من مستثمرين من الصين والشرق الأوسط واضحا بحسب تقرير "نايت فرانك".

وتحتل أميركا الشمالية المرتبة الأولى في عدد الأشخاص الذين يملكون ثروات كبيرة حيث يبلغ عددهم 69.300 شخص، تليها أوروبا 46.200 شخص، وبعدها آسيا 41.100 شخص.

لكن المراقبين يتوقعون أن يتغير التوازن خلال العقد القادم حيث ستحتل آسيا المرتبة الثانية.