الاستراتيجية التي تنطلق منها مراكز الأحياء تشتمل على النهوض بوعي المجتمع، وتحديدا فئة الشباب ووقايتها من الانحرافات الفكرية والعقلية التي تبث عبر مصادر اجتماعية وإعلامية هدامة للفكر والمجتمع من تهديد للأمن الفكري في مجتمعاتنا، لذا يجب عمل مبادرات هادفة لتعزيز الاعتدال والفكر الوسط.

لا بد من التعاون والتنسيق مع مراكز الأحياء للرفع من مستوى الوعي المجتمعي لمواجهة التطرف والغلو والانحرافات الفكرية التي تهدد أمن المجتمع واستقراره بل تهدد دولا كبرى.

للقضاء على الانحرافات يجب دراسة العقبات والنشاطات التي يواجهها المجتمع، وأن تكون بعناية ودراسة وتفعيل طاقات المجتمع والفرد لتحقيق التنمية المستدامة وعمل دورات تثقيفية داخل الأحياء ثم دعمها لاستحواذ الشباب وإخراجهم من عزلتهم، لتفعيل طاقاتهم بطريقة إيجابية ورفع روح المواطنة بين شرائح المجتمع وملء أوقات الفراغ فيما يعود بالنفع على الفرد والمجتمع بأكمله.

إن من أهم أدوار مراكز الأحياء المساعدة على الاتصال الاجتماعي بالطرق المثالية ومساعدة المجتمع على التحرر من التبعية الفكرية والحضارية التي تتولد في عدم فهم الذات فهما صحيحا واعيا، وتساعد على إبراز ما قد يورثه من قوة وعزيمة، وتعمل على تحقيق المفاهيم الأخلاقية والإسلامية وشكل الحضارة السائدة في المجتمع الذي تعبر عن أصله، وتعمل على القضاء على العصبية القبلية وإشاعة أسس وقيم تتسع لجميع الأمم والشعوب. 

بوجود الإنسان مع الجماعة تنشط روح المنافسة الشريفة، لذا تعد هذه الفكرة من مراكز الأحياء نوعا من المشاركة الأهلية التي تتحمل المسؤولية بشكل عملي وحقيقي، وأن يكون المجتمع متفقا على الفكرة الواحدة والمنهج السليم بجميع أفراده ومستوياته رجالا ونساء وشيوخا.