نشأة دارة الملك عبدالعزيز كواحدة من بوابات التوثيق الوطني الجاد الذي تفخر به المملكة في رصد تاريخها وحضارتها في الدولة السعودية العريقة التي انتهت إلى عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، رحمه الله، وغدت الدارة قبل سنوات ليست ببعيدة مرجعاً تاريخاً موثقاً بهمة الرجال والتي يقودها الملك سلمان، حفظه الله، الذي يرأس مجلس إدارتها، جعلت من الدارة منارة إشعاع للتاريخ السعودي وملوك هذه البلاد وأسرتها وتراثها الوطني عبر برامجها التوثيقية مكتوبة أو شفهية بقيادة المشرف العام على الدارة الدكتور فهد السماري خريج التاريخ والذي عشقه وقام بتطبيقه على أرض الواقع في أول خطوة مباركة عندما نقلت الدارة من التعليم العالي إلى مجلس مستقل مرتبط بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وفقه الله، المؤرخ وشاهد العصر على تاريخ الدولة السعودية وأنساب هذه البلاد ومراحل تكوينها، حتى أصبحت الدارة بيتاً لكل سعودي، ولكل مؤرخ يبحث عن المعلومة لتاريخ هذه البلاد وأهلها الذين أسهموا في البناء التاريخي لهذه الدولة، وأعطت فرصة لكل من زار المملكة للاطلاع على مراحل تكوينها وأدوارها التاريخية، فهي كتاب مفتوح حبذا إتاحته أمام طلاب المراحل الثانوية والجامعات عبر زيارات أسبوعية أو شهرية لربط الجيل برجال التوحيد وأهل هذه البلاد الذين أسهموا في أن تصل هذه الدولة عبر عصورها إلى مكانتها المرموقة في العالم.

إنني على يقين أن هذا سيفتح باباً جديداً أمام السياحة التاريخية وعشاقها ليضاف إلى منجزات هيئة السياحة بالتعاون مع دارة الملك عبدالعزيز ووزارة التعليم.

أما الدور الريادي الذي تبنته الدارة وقامت بكل اقتدار على تفعيله والنجاح فيه هو ذلك المشروع التاريخي التوثيقي لملوك هذه البلاد والذي تمثل في الندوات الملكية التاريخية عبر ندوات ولقاءات ومعارض تاريخية لملوك آل سعود، تعاوناً مع أحفاد المؤسس وأبنائه الذين وضعوا رصداً تاريخياً لمسيرة ومنجزات عصور هذه الدولة التي نُقلت تجربتها إلى الآخرين وأصبحنا نشهد في كل يوم معرضاً هنا، ومعرضاً هناك بجهود مخلصة يقف خلفها وفاء الرجال من ملوك هذه البلاد لكل من أضاف أو وضع لبنة تنمية على مدى مسيرة كل ملك من ملوكنا، رحمهم الله جميعاً، وأصبح المتتبع لتاريخ الدولة السعودية وحركة تطورها مشهوداً في المحافل والمنتديات والمعارض المتنوعة، وأمثلة هذا كثيرة في شاهد ومشهود للفيصل، رحمه الله، وندوات الملك خالد بن عبدالعزيز، والملك فهد بن عبدالعزيز، رحمهم الله جميعاً.

فالدارة ومن يقف معها من أبناء آل سعود حريصة على تنوع المصادر وتنوع التلقي للزائرين بكافة أنواع المعلومة تارة بندوة، وأخرى بمعرض وثالثة بمحاضرة، وهذا التنوع سيضيف إثراء للمكتبة السعودية التي تبنتها الدارة ورجالها المخلصون وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين، وفقه الله، ومن يخطط معه لإنجاح مشاريع الدارة التي رأيناها عبر كل وسيلة وكتاب ومعرض وشاشة وندوة والأيام المقبلة بلا شك تشهد مرحلة أكثر إبداعاً وتنوعاً في الفكر والإنتاج بتاريخنا المتأصل في عصور الدولة السعودية ومراحلها..

هذه صوره ناصعة تؤكد فيها الدارة أن الأفكار إذا ترجمت إلى حقيقة واقعية تؤتي ثمارها وتعطي نبتةً مفيدةً لأي عمل تهدف فيه الدولة إلى النهوض والارتقاء به، والندوات الملكية والمعارض من المشاريع التي تغرس في نفوس الأبناء الانتماء والوطنية والموثوقية في تجذر الحضارة السعودية في عقول الجميع والباحثين عن الحقيقية.