الحكاية التي لا أمل من تكرارها والاستشهاد بها حين يدور الحديث حول التفكير الإيجابي وقانون الجذب، فكل من يعرفني ليس أمامه خيار سوى أن يتذكرني كل ما مر على مسامعه "اللون البنفسجي".

فُتنت بهذه القصة بالذات،لأنها تجربة عملية مثيرة تلخص كل ما قرأته وسمعته عن التفكير الإيجابي وقانون الجذب، وحسن الظن بالله والتفاؤل وإشارات الكون والقدر والدعاء، فلا أُلام حين تلهمني قصة ساحرة تجتمع بها كل تلك المعاني لتؤكد لي أن كل شيء ممكن!

اسمحوا لي أن أشارككم القصة التي ألهمتني، وأتمنى أن تلهمكم بالقدر نفسه.

التمثيل كان حلم الإعلامية الشهيرة أوبرا ونفري في صغرها، ولكنها تخلت عن ذلك الحلم بسبب رفض والدها القاطع لخوضها مجال التمثيل، ولكن كان للقدر رأي آخر! ابتدأت القصة حين قرأت أوبرا تقييما لرواية "اللون البنفسجي" في صحيفة التايمز، نزلت فورا ببجامتها واقتنت الرواية وقرأت صفحات منها خلال وقوفها في المكتبة، وما صدمها تطابق قصة الرواية مع ما عانته أوبرا نفسها في سن المراهقة، أكملت قراءة الرواية فور عودتها إلى المنزل، وأنهتها في اليوم ذاته، ومن حينها ابتدأ هوس أوبرا برواية "اللون البنفسجي" حتى إنها قامت بشراء نسخ عدة ووزعتها على كل من تعرف، وحين قرأت في الصحف بأنهم سيقومون بعمل فيلم عن رواية "اللون البنفسجي"  بدأت تخبر أصدقاءها من باب التمني بأنها ستشارك في الفيلم، وكانه أمر محسوم، بعد مدة انتقلت إلى شيكاغو، وهناك تلقت مكالمة من شخص يعرض عليها الحضور لتجربة أداء لدور في فيلم، وكانت تلك المرة الأولى التي تتلقى فيها مكالمة تخص التمثيل، فسألته إذا كان الدور في فيلم "اللون البنفسجي" فأجابها بالنفي، وأنه دور في فيلم "أغنية القمر"، ثم سألته إن كان متأكدا لأنها  كانت طوال الوقت تدعى لدور في فيلم "اللون البنفسجي"! مع ذلك ذهبت لحضور تجربة الأداء، والمفاجأة أن الأداء كان لدور رئيسي في فيلم "اللون البنفسجي"، ليس ذلك وحسب بل إن اسم الشخصية المطلوب أن تؤديها هو "اربوا"، والمثير في ذلك أن الاسم ينطق "أوبرا" بالمعكوس!  حينها لم تشك أوبرا للحظة بأن تلك إشارة صريحة بأن الدور سيكون من نصيبها.

مرت ثمانية أشهر بعد تجربة الأداء دون أن تتلقى أي رد منهم، فقامت هي بالاتصال بهم، وأخبروها بأن الاختيار وقع على إحدى الممثلات اللاتي لديهن خبرة في التمثيل، اعتقدت أوبرا بأنه تم رفضها بسبب بدانتها، فخرجت حزينة ومحبطة لتنضم إلى مخيم لإنقاص الوزن، وخلال إقامتها هناك كانت تتساءل ما الحكمة الإلهية من هذا كله؟ لماذا تقترب من حلمها ثم تبتعد عنه فجأة؟ ولماذا كل تلك الإشارات إذًا؟  توقفت فجأة عن طرح الأسئلة، خوفا من أن تصبح ناقمة على قدرها، فبدأت تدعو الله بأن كل ما تريده هو أن تتجاوز مشاعر السخط إلى الرضا، وما إن وصلت إلى نقطة القبول والرضا حتى جاءتها مكالمة تحمل لها خبر قبولها للدور، بسبب اعتذار الممثلة الأخرى. كل ما تؤمن به ستجده في حياتك، وكل ما تنكر وجوده سيختفي تلقائيا، من يؤمن بوجود إشارات سيقرؤها، ومن ينكرها لن يجد لها أثرا، الدنيا لغز كبير، ومليئة بالمفاجآت والمعجزات، ومحيرة في كثير من الأحيان، وأيا كان ما تؤمن به اجعله إيجابيا، وتأكد أن ما حدث لأوبرا من الممكن أن يحدث لك، فقط إذا آمنت.