بينما يتدفق الآلاف من عشاق الكتاب هذا الأسبوع على معرض الرياض الدولي للكتاب، لا تزال ثمة أسئلة معلقة يطلقها مراقبون حول معارض الكتاب العربية، هل تبقى مساحات لبيع الكتب فقط؟ ويتعمق هذا السؤال أكثر إذا ما تداعت للأذهان معلومة أن معرض الرياض يعد الأول عربيا من حيث المبيعات، لذلك ينظر إليه من قبل الخبراء والنقاد بأنه مهيأ ليقود التغيير لمعارض الكتاب العربية، والانفتاح على الثقافات الأخرى، من خلال استقطاب الناشر الأجنبي ودفع حركة الترجمة للكتاب العربي، فمعارض الكتاب الدولية في الغالب ليست للقارئ لأنه يجد الكتب في المكتبات المحلية ومن خلال مواقع دور النشر، فهي مخصصة للناشر لبيع حقوق نشر الكتب، وغالبا ما تأتي المكتبات لعقد اتفاقيات واختيار ما هي بحاجة إليه.


استقطاب الناشر الأجنبي


قال المستشار الدولي في المعارض، الممثل الحصري لمعارض لندن وأميركا في العالم العربي، ناصر جرّوس: لا شك بوجود مشاكل في توزيع الكتاب في العالم العربي، ومعارض الكتب تمثل بوابة لحلها، ففتح الأبواب للقراء وللبيع مهمة في معارضنا، هي هدف يسهم في نشر الكتاب العربي، ولكن نستطيع أن ندمج بين عرض الكتب للجمهور وتحويل قسم من المعارض العربية لتكون مهنية، لاستقطاب الناشر الأجنبي الذي لا يهمه بيع الكتاب بشكل مباشر كون لديه وكلاء في العالم العربي، وإنما وجودهم يسهم في حركة بيع حقوق نشر الترجمة للناشر العربي وتتاح الفرصة لترجمة المؤلفات العربية للغات العالمية، وهذا التطور يجب أن يحصل في العالم العربي". وهناك محاولات في معرض أبوظبي للكتاب والشارقة لكنها معارض لا تشهد إقبالا كبيرا، لذا فمعرض الرياض مهيأ ليبدأ التحضير، ليكون معرضا مهنيا للمختصين، الناشر الأجنبي يهمه القدوم للمملكة كونها سوقا كبيرة من حيث عدد القراء والسكان.


هيمنة الفكر التقليدي


احتفالية معارض الكتاب الدولية تتجه للمحتوى كمنتج يمكن توزيعه على أكثر من منصة، كون القراءة والكتاب هي جزء أصيل من ثقافتهم، ما زال العالم العربي لدينا يركز أكثر على الكتاب كوسيلة ورقية للمعرفة، الاهتمام جاء أخيرا بسبب سنوات طويلة من الإهمال، والاحتفاء لدينا موجه للأشخاص فضلا عن المحتوى". لا أعتقد أن المعارض المهنية مغرية لدور النشر العربية، الجزء الجاذب في معارض الكتاب العربية هو المبيعات، فمثلا، وبحسب بعض مالكي دور النشر العربية، ما يباع في معرض الرياض للكتاب يمثل 60 % من مبيعاتهم السنوية، كما أن احترام الملكية الفكرية لدينا ليست مفعلة بالقدر المطلوب، ومن السهل أن يستفيد أي شخص من المحتوى في أكثر من وسيلة بدون أن يدفع مقابلها، وكثير ممن يقودون دور النشر يعملون بتفكير تقليدي، ليس لديهم استيعاب لتطورات عالم النشر والكتب.

ياسر الغسلان - كاتب