عمر بن إبراهيم العُمري


الأشخاص العصاميون، والذين أصبحوا من أغنياء العالم، ويمتلكون ثروات هائلة وشركات ضخمة، بدؤوا من الصفر، وعمل كثير منهم في بداياتهم أعمالا صغيرة، وتعرضوا في بداياتهم لكثير من المعاملة السيئة والانتقاص والمشكلات الاجتماعية والمادية، وتعرض كثير منهم إلى النصب والاحتيال، وواجهتهم خسائر مادية وتحديات صعبة، ولكنهم ثابروا واجتهدوا، ولم يقل عزمهم وإصرارهم، حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه من رفعة وعلو، وهذا هو الفرق بينهم وبين من يستسلم من أول عثرة.

كثير من الشخصيات الثرية على مستوى العالم واجهوا الإفلاس، ولكنهم اعتبروها مرحلة مؤقتة وليست نهاية المطاف، وواصلو عملهم دون الالتفات إلى ما حصل لهم، ولم يقعدوا عن العمل ويلعنوا حظهم العاثر، أو يبكون على ما خسروه، ولم يكثروا الحديث عن خسائرهم، بل عادوا إلى الوقوف بقوة مرة أخرى ليواجهوا مشكلاتهم وعملهم، وكما يقال إن توقد شمعة خير من أن تنفق عمرك تلعن الظلام. بل إن بعضهم يعدّ هذه الخسائر التي مرت بهم دروسا وخبرات اكتسبوها ويستفيدون منها مستقبلا في مواجهة مشكلاتهم، وأصبحت قصص نجاحهم قصصا تروى ومرجعا للأجيال الذين يلونهم، كي يستفيدوا ويتعلموا منها، والغريب أن بعض الناس يتمنون أن يكونوا مثلهم، دون أن يبذلوا أدنى جهد وصبر وتضحية ومغامرة.

الاجتهاد في العمل والنزول إلى الميدان والتجربة أفضل بكثير من الاعتماد الكلي على الموظفين، والاعتماد على تقارير يرفعها الموظفون، ومن التنظير والافتراضات والتكهنات حول سير العمل. البعض ينفق جل وقته للتفكير والتخطيط والدراسات، ويبني افتراضات وأرقاما وفي النهاية لا يقوم بأي عمل، ولا تجد له أي بصمة، الكل يستطيع التفكير والتنظير، ولكن من يطبق ويعمل هو من يفوز.

الوقت لا ينتظر أحدا، وكذلك الفرص تمضي بسرعة دون استئذان، ولن تجد أحدا يخدمك ويقوم بعملك دون مقابل، وحتى لو قام به فلن يكون كما لو قمت به أنت.