أكد الخبير العسكري رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية والقانونية الدكتور أنور عشقي أن مناورات "رعد الشمال"، التي اختتمت أعمالها أمس، قدمت رسائل لدول العالم. وأضاف عشقي في حديثه إلى "الوطن" أمس، أن حضور زعماء دول في هذه المناورات العسكرية، دلالة قاطعة على أهميتها، مرجعا ذلك إلى "أن العرب والمسلمين وجدوا أنهم يجب أن يقوموا بحماية الأمن القومي من كل التحديات، سواء كانت من داعش أو من الإرهاب أو من الدول التي تتدخل في شؤون الدول الأخرى، أو الدول التي تقوم بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط"، مبينا أن الهدف الأساسي من هذه المناورة هو تحقيق السلام في ربوع العالم العربي والإسلامي.
تحالف ناجح
يذكر أن هذه الدول اشتركت للمرة الأولى كتحالف بينها، من خلال أول تحالف ناجح هو تحالف "عاصفة الحزم"، مضيفا أن الغرض من هذه المناورات قياس جاهزية هذه الجيوش، لاسيما أن كل جيش له السياسة العسكرية المختلفة، فلهذا توحدت في هذه المناورات، وتولدت من خلالها مواءمة بينها والتنسيق فيما بينها، لافتا إلى أن الأمة العربية والإسلامية تدرك أن قادتها بدؤوا يتحملون هذه المسؤولية في تكوين هذه الجيوش والتعامل معاً في حماية الأمن والسلام.
تخطيط مسبق
أكد الخبير العسكري العقيد ركن إبراهيم آل مرعي لـ"الوطن" أمس، تميز المناورات من خلال إعطاء التوجيهات والتعليمات للدول المشاركة، لافتا إلى أن هذا النجاح والتميز جاء نتيجة تخطيط مسبق وإمكانيات عالية وبناء مؤسسة عسكرية استغرق 5 عقود من الزمن في بنائها، معرباً عن تمنياته بمناورات مستقبلية أن تكون المعدات المشاركة فيها بصناعة سعودية خليجية عربية إسلامية.
4 رسائل للعالم
قال الدكتور أنور عشقي أن مناورة رعد الشمال وجهت 4 رسائل للعالم:
1 - تأكيد الأمتين العربية والإسلامية على أن تتولى تنظيف مواقعها بأنفسها.
2 - التصدي للإرهاب في كل مكان بالعالم العربي والإسلامي والوقوف في مواجهته.
3 - التصدي للذين يحاولون زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط للعودة إلى رشدهم.
4 - السعي إلى حل جميع الأمور بالسلم بدلاً من الحرب، لأن مصير الحرب كمصير الاتحاد السوفيتي في أفغانستان.
مزايا المناورات
بين العقيد ركن آل مرعي أن المناورات اشتملت على عدة مزايا، من بينها:
• إتمام أعمالها بطريقة أفضل مما كان متوقعا لها.
• جرى تنفيذها بذخيرة حية، ولا يوجد أي إصابات في صفوف القوات المشاركة.
• تجسدت فيها خبرات عديدة في التعامل مع التنظيمات والميليشيات المسلحة من خلال تدريبات متخصصة في مثل تلك التعاملات.
• استطاعت السعودية أن تقودها بشكل احترافي.
• أن الدول المشاركة في المناورات لم تعمل بمفردها أو بشكل مستقل، بل كان عملها بشكل جماعي، مستشهدا في ذلك بإقلاع 4 طائرات لـ 4 دول مشاركة في التحالف، وهكذا بالنسبة للآليات الأخرى، وهذا ما يعرف عسكرياً بتنسيق العمليات المشتركة "المختلط".
• كانت جادة في كافة تفاصيلها.
• فائدة لوجستية للسعودية من خلال السماح بنقل القوات والمعدات والآليات من الدول المشاركة إلى القاعدة العسكرية في حفر الباطن بأفضل طريقة وأسرع وقت.