عند التأمل في واقع حياتنا اليومية نجد أننا أفضل بكثير من بعض الدول المحيطة بنا، وهذه نعمة من الله يجب على الجميع شكرها، وبالشكر تدوم النعم. ولا يعني هذا أن في المجتمع السعودي من لا يعاني في حياته المعيشية، فهناك من لا يعمل ولديه المؤهل، وهناك من يعول عائلة كبيرة ويعاني من متطلبات الحياة، ونجد أيضا شريحة كبيرة مستأجرة ولا تعلم ماذا في طيات المستقبل. وتتفاوت الأمور المعيشية بين الناس لكن في المجمل في نظري أننا أفضل من غيرنا. ولا يعذر أي مسؤول من حل أي إشكال يقع في مجال عمله، والعمل أمانة.
وبتأمل مخرجات التعليم نجد أن الشباب السعودي قد وصل إلى مراحل متقدمة في شتى المسارات التعليمية، لكن يجب على الجامعات السعودية والجهات التعليمية البحث والزيادة العددية في التخصصات المطلوبة في السوق السعودي أو في المجالات الخدمية الحكومية الأخرى. فلتكن الحاجة هي المعيار الأول في القبول. حتى نوفر عناء كثير من الدارسين الذين يتجهون إلى مسارات غير مناسبة ومطلوبة. ولا يعني هذا عدم قبولهم، بل توجيهم إلى المسار المناسب والصحيح في سوق العمل أو المجال الحكومي.
كما يتوجب على الجهات ذات العلاقة المباشرة في الشأن التنموي، كوزارة التخطيط تفعيل دورها المنوط بها في رسم خطط المستقبل للمجتمع السعودي بشكل عام، حسب احتياجاته المتزايدة، وبالذات الشباب الصاعد الذي يجب أن تهيأ لهم الأمور حتى لا يقعوا في حرج في المستقبل، لعدم وجود المكان المناسب لهم وتعقد أمورهم المعيشية. وعليه لا بد من المشاريع الاستثمارية التي تستوعبهم بكل يسر وسهولة وأمان وظيفي مرموق.
ومما لا شك فيه أن الأرزاق بيد الله لكن لا بد من بذل السبب حتى تتجه الأمور للأفضل، بإذن الله وإرادته. فالتخطيط السليم والمناسب يضع النقاط على الحروف نحو غد مشرق وجميل، لجيل صاعد له متطلباته واحتياجاته.
سر الكلام العمل، وعلى كل مسؤول أن يؤدي العمل المؤتمن به، فالأمانة عظيمة والتنصل منها مضر للمجتمع، ومن العقل والفطنة قيام كل مسؤول بالدور المطلوب منه. ولو أدى عمله كما يلزم لصلحت الأمور نحو مستقبل تنموي زاهر.