أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن الثورة السورية بعد بدايتها قبل خمس سنوات تحولت من ثورة سلمية إلى حرب أهلية مأساوية بسبب سياسة نظام الأسد التي قمعت المحتجين السلميين بشدة، وعززت صفوف المتطرفين بإطلاق سجنائهم من السجون والسماح لهم بالتنظيم والنشاط.
ونقلت الصحيفة في تقرير لها بمناسبة الذكرى الخامسة للثورة السورية، عن معارضين معتدلين مقيمين في بلدة غازي عنتاب التركية قولهم إن الاحتجاجات الأولى ضد النظام ربيع 2011 كانت سلمية، قبل أن ينضم إليها المتطرفون الذين أطلقهم النظام بالآلاف من سجونه بموجب عفو أصدره الأسد، لافتين إلى أن النظام كان ينفذ حملات اعتقالات واسعة ضدهم بالتزامن مع إطلاقه تلك الأعداد من المتطرفين.
وقال التقرير إن كثيرا من السوريين والمراقبين رأوا في وقت مبكر أن الإفراج عن هؤلاء كان مقصودا لتحويل الثورة من سلمية إلى عنيفة لإقناع المجتمع الدولي بأن النظام أفضل الشرين.
ونسب التقرير إلى السفير الأميركي آنذاك لدى سورية، روبرت فورد، قوله "إن الأسد أفرج عن كثير من السجناء في 2011"، مضيفا أن النظام كان على علم بأن هؤلاء سينضمون للاحتجاجات، ويرجح أنهم سيرتكبون أعمال عنف يستطيع استغلالها ليبرر عنفه ضد الاحتجاجات.
وأشار التقرير إلى أن تغير ميزان القوى وسط المحتجين لصالح المتطرفين حدث عندما حمل المحتجون السلاح أولا ليدافعوا عن المحتجين السلميين ويردوا عنهم رصاص النظام، وثانيا لشن حرب صريحة.
وأضاف فورد أن مخطط النظام نجح في تحقيق هدفه، إلا أن الثوار أكدوا أنه لم يكن أمامهم خيار آخر، فالولايات المتحدة تلكأت في الوفاء بوعودها، وإنهم شعروا بأنهم في حاجة لأي مساعدة يحصلون عليها لمواجهة النظام الذي بدأ باستخدام الرصاص، ثم الغارات، ثم الصواريخ الباليستية والأسلحة الكيماوية.