كتبت يوم السبت قبل الماضي مقالا بعنوان (هيئة التخصصات وتفخيخ الأطباء السعوديين: محمل الإهمال والطناش وإيقاع الرقاة) وقلت فيه:
(خريجو كثير من التخصصات في البرامج الطبية المساعدة، يعانون من تعسف الهيئة وتعجيزها لهم، مما يفضي إلى إخفاقهم في الحصول على رخصة الهيئة، وورد في mbc معلومات عن رشاوى وفساد داخل الهيئة نفسها…الخ) وختمت المقال قائلا: (الهيئة لا تحسب الوقت على طريقتنا في المواعيد، فلا موعد نحترمه ولا وقت نعطيه قيمة، والهيئة منا وفينا، مع أنني أشعر أنها منكفئة على سر عظيم!! ولعله لا يكون تفخيخا فينفجر فيها، أما متحدثها الزهيان فهو معذور حتى الآن وغدا وبعد غد، فهو لا يملك إجابة مقنعة، وبدلا من أن يضحك الناس عليه، اختفى وأخذ مكانه على محمل الإهمال والطناش الذي تتربع عليه الهيئة كلها، وحتى لا يقال إنني أتجنى على الهيئة، وإن هذه مهنة خطيرة ولا بد من عصر خريجيها، فإنني سأتفق مع هذا القول، وننتظر أسبوعا آخر، فربما أن الهيئة مشغولة بتكسير محمل الإهمال والفوضى، وربما أن هيئة مكافحة الفساد دخلت على الخط فعطلت الهيئة عن مراجعة ملفات هؤلاء الأطباء، وربما…، وربما…، إذن؛ ننتظر أسبوعا ونرى، فإما أن يطمئن الأطباء على تكسير المحمل، أو قلنا لهم: "البلد مكتف ولله الحمد من الأطباء" ولن نضيف لهم إلا من يثبت أنه يستطيع علاج المرضى وإجراء العمليات الجراحية بالهاتف، ومن يعجز نستغني عنه بالرقاة، فهم بمهارة فائقة يخرجون الجن من الناس من أستديوهات القنوات، وبمجرد اتصال هاتفي؛ حتى لو كان المريض في ساحل العاج والراقي جالس في أستوديو بشارع التحلية في جدة، ودعونا ننتظر!!!)، وأمس مر أسبوع على نشر المقال ولا - حس ولا خبر- والأطباء المتضررون ينتظرون، ولم تفعل الهيئة شيئا لهم بناء على وعودها لهم، فأين يذهبون ولمن يشتكون، وقد أوصلوا قضيتهم إلى (نزاهة) وإلى ديوان المظالم!؟ ولكني لست يائسا وليس من عادتي الاستسلام مطلقا طالما أن ما أقوله حقيقة موثقة ومثبتة، ولهذا أقول للأطباء المتضررين أمامكم ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وأمامكم ولي العهد الأمير محمد بن نايف، وأبواب الملك سلمان وصدره وروحه كلها مفتوحة، ولن يضيع حق وراءه مطالب، طالما سلمان والمحمدان على رأس الهرم، فاطمئنوا يا أطباء الوطن فنحن بحاجة لمليون طبيب أمثالكم، ولن تظلموا في وطن الإنسانية والعدل والحزم.