نشرت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية مقالاً أمس، للكاتب كون كوجلن، حول تأثير قرار انسحاب القوات الروسية من سورية على محاربة الإرهاب في المنطقة، ويقول إن آلاف الطلعات الجوية الروسية حققت عدداً من النتائج، منها تدمير 209 منشآت نفطية، ومساعدة بشار الأسد على استعادة السيطرة على 4 آلاف ميل مربع من الأراضي، بينها 400 قرية وبلدة.
كما حققت روسيا عدداً من مصالحها في سورية، إذ تمكنت من الحيلولة دون الإطاحة بالرئيس الأسد، وضمنت قاعدة عسكرية بحرية في ميناء طرطوس السوري، إضافة إلى قاعدة جوية ومركز لجمع المعلومات الاستخباراتية في اللاذقية. ويشير كوجلن إلى أن روسيا كانت حريصة على ألا تطيح مجموعات المعارضة بنظام الأسد، مما يعني فقدان روسيا لكل الروابط العسكرية مع طرطوس واللاذقية. ويضيف أن موسكو ألمحت، خلال الجولة الدبلوماسية الأخيرة لحل الصراع، إلى أنها ليست مصممة على بقاء الأسد، إذا ما ظهر بديل يضمن الوجود العسكري الروسي في المنطقة، ويتمكن من وقف الحرب الأهلية.
وتابع كوجلن أن توقيت القرار يعكس نفاد صبر موسكو تجاه المواقف المشاكسة للوفد السوري في محادثات جنيف، وتصريحات الأسد أنه ينوي مواصلة القتال لاستعادة كامل سورية. إلا أن الجانب الأكثر إحباطا، هو الفشل في التعامل مع تنظيم داعش، الذي يمثل الخطر الأكبر على أمن المنطقة. ففي بداية الحملة الروسية قال بوتين إن الهدف هو محاربة الإرهاب، إلا أن المحللين الغربيين يقولون إن معظم الضربات الروسية كانت موجهة لجماعات المعارضة، فيما كانت الضربات الموجهة لداعش أقل بكثير. ويبقى التنظيم بنفس قوته التي كان عليها في بداية الحملة الروسية.
ويرى الكاتب أنه إذا تحقق قدر من النجاح في جنيف، فإن التحدي الأكبر والأكثر تعقيداً هو داعش الذي لا يهدد فقط استقرار سورية، بل العالم برمته.