قضية الطلاق كقضية اجتماعية ونفسية تعد ظاهرة عالمية تعاني منها معظم المجتمعات، وقد انتشرت عربيا وارتفعتْ نسبتُها مؤخرًا بصورة مفزعة، وأضحت واقعا مؤلما، انسحب تأثيرها على المستويات الاجتماعية والنفسية والصحية والاقتصادية لأسر كثيرة، ولذلك فهي تتطلب منا المواجهة الشاملة على المستوى المحلي لمعالجة آثارها السلبية.

سوف أتناول الموضوع من ناحية أخرى: كيف يكون الطلاق إيجابيا في حياة أطفالنا؟

هي بداية مرحلة مهمة تتمثل في تحمل مسؤولية تربية الطفل التي تقع على عاتق أحد الوالدين، وما يقتضيه ذلك من المتابعة المستمرة.

الطلاق في حد ذاته أمر بغيض، فيه قطع لأوصال علاقة بدأت وكان من المفترض أن تدوم وأن تقاوم كل العواصف التي تهب خلال مراحل الحياة. لكن حين تنتفي الشروط الأساسية للحياة الزوجية -وهي مخافة الله والمحبة، والاحترام والتراحم تكون حينها الحياة جحيما لا يطاق. فتستحيل الحياة الزوجية الصحيحة، وتصبح التفرقة رحمة، أو شرا لا بد منه لكلا الطرفين..!

وقد يرى البعض -وخاصة في مجتمعنا الشرقي- أن الطلاق يأتي بأضرار بالغة على الأطفال الذين يكونون الضحية الأولى لهذا الانفصال. فالطفل هو الحلقة الأضعف في عملية الطلاق بين الأزواج وقد يترتب على ذلك ردة فعل قوية على حالته النفسية، فيبدأ شعور الفقدان يراود الطفل وقد يدوم ذلك لأعوام عديدة مثل شعوره بالخوف من فقدان حب أمه، أو أن يأخذهم أحدهم بعيدا عن إخوانه وأخواته، وآخرون يخافون من أن يتوفى الطرف الذي يعيشون معه! ويشعرون بالقلق الشديد من المستقبل! فيبدأ عقله المصاب بحمى الفقدان والأذى يسأل نفسه بعض الأسئلة مثل:

كيف أستطيع تكوين صداقات جديدة؟ وهل سيرحل صديقي الجديد عني مثلما رحل والدي عن أمي والعكس؟!

هناك بعض الحلول لتتخطى المرأة مرحلة ما بعد الطلاق:

1/ إن ردود فعل الأطفال في مواجهة الطلاق تتناسب مع ردود فعل والديهم. إذا كان الوالدان يتعاملان جيدا مع الموقف، سوف يفعل الأطفال الشيء نفسه.

2/ عليكِ أن تظهري حالة من الاطمئنان وكذلك الأمل في المستقبل وحسن الظن بالله.

3/ بعض الأطفال يخجلون من طلاق والديهم.. عليكِ التحدث معهم حتى يفهموا أن هذا الشعور بالخجل لا علة له، وأن الطلاق يحدث في أفضل العائلات أيضاً.

4/ حاولي إيجاد حلول مشتركة مع الزوج السابق لرعاية الطفل والاهتمام به.

5/ إذا كان عمر أطفالك متقدما، تعرفي على وجهات نظرهم وسوف تساعدك على اتخاذ خيارات مدروسة.

6/ حاولي ألا تغيري مدارس أطفالك، فهم بحاجة كبيرة لأصدقائهم خلال هذه الفترة.

7/ دعي الأطفال يقومون بتزيين غرفتهم الجديدة كما يحلو لهم. أشركيهم في عمل الديكور الخاص بمنزلك الجديد، سيكون من السهل عليهم أن يحبوا المكان وسيشعرون بالرضا.

8/ شجعيهم على مواصلة أنشطتهم الإضافية وشاركيهم أكثر في اللعب وقراءة القصص وممارسة بعض الرياضات البسيطة والمسلية في نفس الوقت.

9/ والأفضل أن تبقى العلاقة جيدة مع زوجك السابق، وبذل كل جهد ممكن للحفاظ على علاقات ودية معه، قد يكون الحفاظ على علاقة جيدة مع الزوج السابق أمرا مستحيلا، ولكن اعملي على إخفاء مشاعر الإحباط في داخلك.

10/ لا تنسي أن حبيبنا وقدوتنا سيد البشرية -محمد صلى الله علية وسلم- ولد يتيما وماتت أمه وهو صغير.

وأخيرا فإن تربية الأبناء أمانة ومسؤولية لا بد من القيام بها على أكمل وجه.