قال الشاعر عبدالهادي صالح إن محفزات الإبداع إما أن تأتي من داخل الشاعر ومحيطه وتتصل به مباشرة، أو أنها غير مباشرة تصل إليه من الخارج؛ "فتشحذ القرائح وتنبه الخواطر وتلين عريكة الكلام وتسهل طريق المعنى". وبحث ذلك في كتابه "محفزات الإبداع في الشعر.. دراسة في التجربة الشعرية المعاصرة" الصادر حديثا عن المركز الثقافي العربي في بيروت ونادي الرياض الأدبي 2016م. حاويا ثلاثة فصول، تناول الفصل الأول مفهوم الإبداع الشعري وارتباطه التاريخي بالجمال، والعملية الإبداعية التي تبلور عنها النص الشعري، مستشهدا بتجارب لشعراء عرب تحدثوا عن عملية الخلق الشعري وتداعياته المختلفة، وموضحا الارتباط المباشر بين الإبداع وفنون الأدب المختلفة عند العرب واليونانيين والإنجليز والألمان، ومؤكدا على أن الأدب لا ينشأ في الفراغ بل في حضن مجموعة من الخطابات الحية التي يشاركها في خصائص عديدة. الكتاب الذي حمل غلافه لوحة الفنان كاندينسكي، جاء في غلافه: "إن الدراسات النقدية في الشعر العربي تعددت وتنوعت في قضاياها، إلا أن موضوع المحفزات الإبداعية في الشعر لم يعط الكثير من الفحص والتحليل والدرس، أو تنفرد به دراسة مستقلة تبحث وتفتش عن المحفزات الإبداعية وتضمها في بحث علمي وتلمّ شملها تحت عنوان واحد ومحدد، وجاء هذا الكتاب ليقدم دراسة تسدّ اللازم وتقوم بالدور الواضح والمستقلّ في هذا الموضوع وتزوّد المكتبة العربية به".