أعضاء مجلس الشورى رائعون، ويمثلون نخبة المجتمع، لكن لا يمكن وصفهم مثلا بـ"أبطال قوميين"، وإن كان بعضهم يرى ذلك، بدليل التوصية بإطلاق أسمائهم على الشوارع والطرقات!
بدايةً، أود تنبيه أعضاء "الشورى" أن لا شوارع جيدة تستحق أن تطلق أسماؤهم عليها، فهل يقبلون مثلا أن يتعرض أحدهم للإساءة من قائد سيارة تعرضت مركبته لمكروه نتيجة حفرة أو مطب في شارع تم إطلاق اسم أحد الأعضاء عليه؟!
لو كنت مكانهم لتراجعت عن هذه التوصية، واستبدلتها بتحسين الشوارع.
ثم لنفرض جدلا أننا وجدنا شوارع خالية من التشوهات، في هذه الحالة أتفق مع زميلهم سعود الشمري الذي أبدى موافقة مشروطة على التوصية، وهي أن يتوفى المسؤول قبل إطلاق اسمه على أي طريق، لأن معظم الدول لا تُخلّد رموزها إلا بعد وفاتهم، خوفا من الخيانة أو نحوها.
وتأكيد عضو المجلس بأن "المسؤول لا يعتبر شخصية أو قامة وطنية إلا بعد وفاته، لأنه في حياته قد يرتكب حماقة أو خيانة وطنية، ويتطلب الأمر تقويمه تقويما كاملا لا يتم إلا بعد وفاته، لذا ننتظر موتهم لتحقيق ذلك".
ثم إن توقيت طرح وإثارة مثل هذه التوصية لم يكن موفقا، ففي الجلسة نفسها وافق الأعضاء على تعديل رسوم إصدار جواز السفر ليتم تحصيل 60 ريالا على أساس إصدار الجواز لمدة سنة واحدة أو تجديده، وإن لم أكن مخطئا فذلك يعني زيادة الرسوم الحالية إلى الضعف، إذ إنها تبلغ حاليا 150 ريالا، أي بمعدل 30 ريالا عن كل عام.
عزيزي عضو "الشورى": هل تريد أن تعرف لم إخوانك المواطنين يعتبون عليك في غالب الأحيان؟
سأضرب لك مثلا بتوصية تسمية أحد الشوارع باسمك، إذ حدد المقترح شروط التسمية بمن يحمل مرتبة وزير أو المرتبة الممتازة أو عضوية هيئة كبار العلماء أو مجلس الشورى، أو يكون من العلماء ومثقفي وأدباء وإعلامي المملكة. لكن تم تجاهل شهدائنا، فهل يرضيك أن تتزين الشوارع باسمك وزملائك فيما تغيب عنها أسماء من بذلوا أرواحهم دفاعا عن الوطن؟!.. أترك الإجابة لضميرك.