تمسك الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، بمساعي بلاده لإقرار السلام، مشيرا إلى أن المتمردين الحوثيين هم الذين فرضوا الحرب، من خلال مصادرتهم للشرعية، واستيلائهم على الحكم عبر القوة، إضافة إلى تعنتهم ورفضهم التجاوب مع المساعي الدولية لإيجاد حلول سياسية للأزمة، وإصرارهم على إفشال جولتي المفاوضات السابقتين في جنيف، وإصرارهم على مواصلة الانقلاب. وأكد إصرارهم على تحقيق السلام العادل، القائم على أساس المرجعيات الدولية المعتمدة، وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن رقم 2216، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، الذي شاركت فيه كافة المكونات السياسية، بما فيها الجماعة الحوثية نفسها.


التمسك بالمرجعيات

قال هادي في تصريحات صحفية عقب لقائه مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد في الرياض "كل الأبواب مفتوحة للتوصل إلى سلام شامل ودائم مع الانقلابيين، والسلام الدائم هو الذي سيجنب اليمن ويلات أي صراعات قادمة، من هذا المنطلق يجب أن يعمل الجميع على الوصول إلى كل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار".

وتمسك هادي بضرورة انصياع المتمردين لقرارات المجتمع الدولي، كشرط أساسي لتحقيق السلام، مؤكدا أن الحكومة الشرعية حريصة على تجنيب اليمنيين شرور الحروب وويلاتها، مؤكدا أن التنفيذ الكامل للقرار 2216 سيؤدي في خاتمة المطاف إلى إنهاء الأزمة، مشددا على ضرورة انسحاب الحوثيين إلى المناطق التي كانوا فيها قبل اجتياحهم صنعاء في سبتمبر من العام قبل الماضي. وإعادة الأسلحة التي استولوا عليها من مخازن الجيش الحكومي، والانسحاب الفوري من المدن والمحافظات المختلفة.


انخفاض السقف التفاوضي

كشف المركز الإعلامي أن الحكومة اليمنية تحفظت على إعلان موافقتها على المشاركة في مؤتمر جنيف المتوقع عقده نهاية الشهر الجاري، وتمسكت بقيام الانقلابيين بتنفيذ كافة التزاماتهم قبل انطلاق أعمال المؤتمر، خصوصا ما تعهدوا بتنفيذه في ختام المفاوضات السابقة، من إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين، وفي مقدمتهم وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي، والسماح بدخول المساعدات إلى المدنيين في المناطق التي يوجدون فيها. وكانت مصادر أشارت إلى أن قيادة التمرد الحوثي رفضت الذهاب إلى سلطنة عمان لمقابلة ولد الشيخ، وأصرت على حضوره إلى صنعاء. مضيفة أن ضغوطا مشددة تمارس عليها لدفعها إلى المشاركة في المفاوضات. وتوقعت المصادر أن يستجيب الانقلابيون لهذه الضغوط، لاسيما بعد فقدانهم أهم أوراق الضغط التي كانوا يعولون عليها، وفي مقدمتها مدينة تعز، بعد تمكن المقاومة الشعبية من فك الحصار الذي فرضه الانقلابيون على المدينة. والهزيمة الفادحة التي مني بها المتمردون.