سجلت حركة مراكز بيع الذهب في أسواق مكة المكرمة ارتفاعا بلغ 15%، مقارنة بالشهور الماضية، وذلك تبعا لانخفاض سعر الذهب. وأكد عدد من الباعة أن سعر الجرام الخام من الذهب عيار 21 يصل إلى 125 ريالا وبإضافة سعر مشغولات الذهب "المصنعية" يتراوح سعر الجرام بين 155 و175 ريال، مؤكدين أن عيار الذهب 21 يعد الأكثر طلبا للمحافظة على سعره عند البيع ويحقق مكاسب جيدة عند ارتفاع سعر الذهب.

وأكد نائب شيخ صاغة مكة عضو اللجنة الوطنية للمعادن الثمينة والأحجار الكريمة المهندس عبدالغني الصائغ، أن انخفاض أسعار "المعدن الأصفر" يزيد من كميات المبيعات ولا يزيد قيمتها.

مواسم الأفراح

أرجع الصائغ قوة حركة السوق خلال الأيام الحالية إلى هبوط سعر المعدن الأصفر وتزامن الفترة الحالية مع إجازة منتصف الفصل الدراسي ومواسم الأفراح التي تضاف فيها كمية المبيعات، مستدركا بأنه خلال الأشهر الثلاثة الماضية شهد سوق الذهب كسادا كبيرا وانخفاضا في المبيعات بنسبة تراوحت بين %30 و35 %، وان الارتفاع الحالي 15 %، ما هو إلا تعويض عن جزء من خسائره خلال فترة الركود السابقة.

ويرى الصائغ أن مراكز بيع الذهب في المنطقة المركزية تخضع لأسواق العمرة وزوار مكة المكرمة، حيث تقل مبيعاتها بالنسبة لأهالي مكة المكرمة بسبب صغر مساحاتها الناجم عن ارتفاع إيجاراتها مما يؤدي إلى قلة الخيارات المتاحة فيها، إضافة لصعوبة الوصول إليها بسبب الزحام.

الملاذ الآمن

أشار الصائغ إلى أن سعر الذهب يتأثر بالتسعيرة العالمية للأونصة والتي تتأثر بخريطة الاستقرار العالمي لأن بعض الدول تلجأ للملاذ الآمن "شراء الذهب"، بكميات كبيرة "لتغطية عملاتها" خوفا من تراجع قيمة عملاتها الورقية، وبالتالي تتسبب في ارتفاع كميات الطلب مع انخفاض كمية العرض الأمر الذي يرفع سعر الذهب، إضافة إلى ارتباط سعر النفط بالذهب وربط مجلس الاحتياطي الاتحادي "البنك المركزي الأميركي" سياسته النقدية بالبطالة والانتخابات الرئاسية للولايات المتحدة. لافتا إلى أن جيل الفتيات الشابات صاحب ذائقة رفيعة وعاد مجددا لشراء الذهب الممثل في القطع الخفيفة والمطعمة بالأحجار غير الكريمة كالزركون لانخفاض سعرها عن قيمة القطع المطعمة بالأحجار الكريمة وتضمنها لقيمة الذهب التي يمكن اللجوء إليها عند الحاجة، وباتت هذه الذائقة تمثل التحدي الأبرز لتجار الذهب على مستوى المملكة.