أيد مثقفون الرأي الرافض لتسمية الدولة العبيدية بالفاطمية، ذاكرين أنه لا صحة لدعوى نسبهم إلى آل البيت النبوي، وأن تسمية تلك الدولة بالفاطمية وإظهارهم التشيع لآل البيت إنما هي حيلة نزعوا إليها استغلالا لعواطف المسلمين لعلمهم بمحبة أهل الإسلام لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، وآل بيته، أرادوا بها خداع المسلمين بالتسمي باسم بنت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقد بيّن العلماء، والمؤرخون في ذلك الزمان كذب تلك الدعوى، ومؤسسها سعيد بن الحسين بن ميمون القداح في تونس سنة 297 هـ.

جاء ذلك، في المحاضرة التي نظمها نادي المدينة المنورة الأدبي بعنوان "المدينة المنورة في عهد الدولة العبيدية"، وأدارها نائب رئيس النادي الدكتور محمد الدبيسي. 


لم يتركوا أثرا

أكد  المحاضر المستشار في مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة الدكتور عبدالباسط بدر، أن المدينة المنورة لم تتأثر بالأفكار العقائدية الباطنية للدولة العبيدية التي انتقلت إلى مصر، وامتد سلطانها إلى أجزاء كثيرة من العالم الإسلامي، رغم محاولاتهم المتكررة للتأثير عليها فكريا وعقائديا، وقاومت جميع الحملات العسكرية والبعثات الدعوية للسيطرة ونشر ثقافتهم، بسبب تمسك أهلها بالإرث النبوي.

وقال الباحث في تاريخ المدينة المنورة، إن الدولة العبيدية التي تسمى بالفاطمية، رغم سيطرتها على بعض دول إفريقيا والحجاز، وامتداد حكمها أكثر من 260 عاما وإرسالها الولاة إلى المدينة المنورة، إلا أنها قضت دون أن تترك مَعْلما أو أثرا لها في المدينة المنورة.

وأضاف بدر، لم يستطع قادة الدولة العبيدية أن يبنوا حضارة في المدينة المنورة، ولم يسجل التاريخ لهم فيها معلما أو أثرا، لا من بناء ولا مساجد أو آثار أو تاريخ يذكر لهم، والولاة الذين عينوا على المدينة المنورة إبان سيطرة دولة العبيديين لم  يستطيعوا إجبار أهالي المدينة على ثقافة العبيديين ومعتقداتهم.