"يوجد طفل أو طفلة مفقودة.. يرجى مراجعة الإدارة".. عبارة تتكرر باستمرار في أي تجمع بشري، سواء في مجمع تجاري أو سوق شعبي أو حتى مهرجان، مما يضع المجتمع أمام مشكلة يعانيها الأطفال المفقودون بالدرجة الأولى، إذ إنهم يدخلون في نوبة من الخوف والهلع، الأمر الذي يهدد بآثار سلبية خطيرة قد تنعكس عليهم سلبا في المستقبل.

أطفال خائفون

رصدت "الوطن" أثناء تجولها في فعاليات مهرجان ربيع المدينة المنورة وفعاليات الحي التراثي أخيرا عددا من الأطفال الذين ابتعدوا عن ذويهم ودخلوا في حالة من الخوف والهلع والبكاء، إذ لم تفلح محاولات الحضور في التخفيف من روعهم ومطالبات الأسر بالاهتمام بأطفالهم، والاحتياط لذلك بكل الوسائل الممكنة من بينها الأساور التقليدية التي تحمل عناوين وأرقام هواتف أفراد الأسرة.

وأوضحت الأخصائية الاجتماعية هدى الأحمدي أن قضية فقدان الأسر الأطفال في الأماكن العامة ظاهرة باتت تشكل قلقا حقيقيا وخطرا كبيرا عليهم وعلى عائلاتهم. وأضافت أن الأمر يقتصر على بقاء الطفل قريبا من أسرته، فقد يقوده فضوله إلى الابتعاد عنهم، وإمكان تعرضه لخطر أكبر يتمثل في حوادث الدهس أو الخطف، لا سيما أن الصغار قبل سن البلوغ لا يستطيعون التمييز بين ما هو خطر على حياتهم وبين الجوانب الآمنة، كما أنهم يمتلكون حب الاستكشاف، مما يزيد الأمر خطورة.

إجراءات احترازية

تؤكد الأحمدي في حديثها إلى "الوطن" أنه عند اصطحاب الأطفال للأماكن العامة، يجب على الأسرة أن تحرص عليهم من خلال المراقبة المستمرة، وتتفقدهم أثناء الدخول والخروج، إضافة إلى اتخاذ تدابير احترازية للعثور عليهم في حال فقدانهم.

ومن هذه الإجراءات وضع دليل يستطيع الآخرون العثور عليه، بحيث يتضمن الاسم ورقم الهاتف المحمول وعنوان المنزل، وكذلك تمييزهم بملابس واضحة ذات ألوان مميزة يمكن التعرف عليها بسهولة، وتحديد موقع للالتقاء بهم في حال فقدانهم، مشيرة إلى ضرورة إبقاء الأطفال في عمر العامين في عربة متنقلة لضمان سلامتهم. وأشارت الأخصائية الاجتماعية إلى أن الفترة الفاصلة بين ضياع الطفل والعثور عليه لها تأثير نفسي سلبي، فربما يفقد الطفل بعض صفاته مثل الشجاعة والطلاقة نتيجة صدمة الضياع ودخوله في موجة البكاء واعتقاده بأنه قد لا يصل إلى أهله، وألمحت إلى أن الأمر قد يصل إلى خلق فوبيا من التجمعات داخل نفس الصغير، الأمر الذي يجعله منطويا ويفضل العزلة، وهنا يجب أن يتدخل الطب النفسي في هذه الحالات.