بدا يوم 14 يوليو 2015 يوما خاصا في تاريخ عملية عاصفة الحزم وإعادة الأمل، ففيه تهاوت مواقع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، تحت ضربات المقاومة الشعبية في عدن ضمن هجومها النوعي وغير المسبوق في إطار عملية "السهم الذهبي"، إذ سيطرت على مطار عدن الدولي ومديرية المعلا وميناء عدن الإستراتيجي ومديرية خور مكسر ومعسكر لقوات الأمن المركزي ومواقع أمنية عدة، في خطوة بالغة الأهمية لاستعادة عدن كاملة.
وقامت طائرات التحالف بدور مهم، إذ شنت غارات كثيفة على المواقع المعادية، كما أربك الهجوم الحوثيين وأجبرهم على الفرار من مواقعهم، والتحصن بالجبال المطلة على عدن، فيما فر بعضهم بزوارق عبر البحر.
وأطلقت دول التحالف العربي بقيادة المملكة عملية "السهم الذهبي" لتحرير الأراضي اليمنية واستعادة عدن، وشاركت بوارج حربية تابعة لقوات التحالف العربي في المعارك الدائرة لاستعادة السيطرة على كامل المدينة في عملية انتهت بتاريخ 17 يوليو 2015.
وأحرزت القوات اليمنية الشرعية تقدما كبيرا في عدن، بعدما انتزعت من المتمردين المطار الدولي ومناطق واسعة في المدينة الكبيرة الواقعة جنوب البلاد.
وأصبحت "المقاومة الشعبية" التي تقاتل كقوة منظمة بعد أن واجهت الحوثيين طوال أشهر كمجموعات غير متجانسة ضعيفة التسليح، تسيطر على المطار الدولي وحي خور مكسر الذي يعد قلب المدينة، وأجزاء واسعة من حي المعلا بما في ذلك الميناء التجاري، وحي كريتر.
وبين مراقبون أن عملية السهم الذهبي رفعت سقف التوقعات، كما رفعت الروح المعنوية للمقاومة الشعبية وجعلتها أكثر ثقة.
تشويش ومحاور
استخدمت في العملية معدات الحرب الإلكترونية للمرة الأولى، إذ تم التشويش على أجهزة الاتصالات اللاسلكية التابعة للميليشيات الحوثية التي اضطرت عناصرها إلى الفرار باتجاه الأطراف الشرقية لحي العريش، وتحديدا إلى حي غازي علون، إذ بدؤوا بأعمال قصف عشوائي، كما فر عشرات آخرون منهم باتجاه محافظة أبين بعد دخول المقاومة إلى مديرية خور مكسر.
وكانت عملية "السهم الذهبي" انطلقت من ثلاثة محاور رئيسة، متقدمة باتجاه المطار، وتم تزويد المقاومة بأسلحة عبر الإنزال المظلي، كما سبق التحرير ضربات مكثفة من قوات التحالف لمواقع تمركز الحوثيين، بالتنسيق مع الوحدات على الأرض التي تحركت بالتزامن مع هذه الضربات نحو الهدف، وقامت بتنفيذ الخطة المعدة مسبقا، وهذه الضربات أحدثت حالة إرباك لدى الميليشيات الحوثية التي بدت غير قادرة على المواجهة العسكرية على الأرض.
دعم نوعي
قدمت قوات التحالف بقيادة المملكة دعما عسكريا نوعيا تمثل في عملية إنزال مظلي لأنواع مختلفة من الأسلحة، شملت صواريخ "لو" بنوعيها الموجهة والمحمولة، المخصصة لتدمير الدروع والدبابات العسكرية، إضافة إلى "آر بي جي"، ورشاشات مختلفة الاستخدام، منحت للمقاومة لتمكينها من تقليص مدة الحرب، والتحكم بسير المعارك، خصوصا أن هذه الأسلحة قادرة على مواجهة المدرعات والدبابات العسكرية التابعة لميليشيات الحوثيين وحليفهم المخلوع علي عبدالله صالح، والتي تتخذ من الأحياء السكنية مواقع لها تحسبا من قصف طيران التحالف، بعد أن نجحت المقاومة في دفع هذه الميليشيات إلى التراجع في عدة محاور رئيسية في العاصمة المؤقتة.