داخل إحدى الورشات القديمة بالإسكندرية ينهمك 6 عمال في تشكيل لوحات فنية وتحف، حيث يمسك أحد العمال القالب بعناية ويغطي جوانبه بتراب أسود، مهمته الحفاظ على قالب التحفة، منضبطا دون عيوب أو شوائب، كما يروي عبدالناصر عبدالعزيز صاحب الورشة.
في زاوية أخرى من المكان لا يلقي أحد العاملين في الأربعين من العمر بالا لألسنة لهب كبير تنبعث من بوتقة فرن لها عمق لا تهدأ فيها النار، مكتفيا برمي قطع من النحاس قطعة تلو الأخرى، ليصنع تحفا جميلة، استمر في صناعتها ساعات عدة.
وتحتاج عملية صهر القطع النحاسية الملقاة داخل الفرن والمسماة بالخردة "المعادن غير المستخدمة"، إلى نحو 3 ساعات بالتزامن مع إعداد قوالب معدنية تحوي شكل التحفة المقررة.
وبعدها يقوم العمال برص عشرات القوالب المعدنية على بعد أمتار قليلة من بوتقة النيران الملتهبة، ويبدأ وقتها عامل الفرن بحمل سائل نحاسي منصهر بملعقة حديد كبيرة من قلب الفرن، ويتجه بحرص شديد نحو القوالب ويبد في سكب السائل بحرص أكبر، حتى يمتلئ القالب المعدني بالسائل.