فيما ألقت شركة المياه الوطنية اللوم في تلوث خط شبكة المياه المحلاة على تسرب مادة الديزل من محطة وقود في حي النظيم، دحضت مصادر بلدية لـ"الوطن" مزاعم الشركة، مؤكدة أنه لم يتم التوصل حتى الآن للمصدر الرئيسي للتلوث، ولم يثبت أن محطة الوقود هي المتسبب بالتلوث، إضافة إلى اكتشاف تجمعات كبيرة للمياه الجوفية في المنطقة التي يمر فيها خط المياه الرئيسي، مؤكدة أنه لم يتم التأكد حتى الآن من معرفة مصدر تلك المياه، ولم يتبين هل مصدرها تسربات لمياه الشبكة أو هناك مصادر أخرى.
تداخل في الخطوط
ألمحت مصادر بشركة المياه لـ"الوطن" إلى وجود عطل في محطة ضخ حديثة الإنشاء تابعة لوزارة المياه والكهرباء، تقع على امتداد طريق خريص القديم شرق حي النظيم، قد يكون تسبب في حدوث تداخل في خطوط مياه الشبكة أدى إلى تلوث المياه في حيي النظيم والنهضة شرق الرياض، وامتد فيما بعد إلى حي الربوة، بينما أعلنت شركة المياه الوطنية أنها سيطرت على مصدر تسرب مادة الديزل، وأنها تواصلت مع أمانة الرياض بخصوص المحطة المتسببة وتم وقفها عن العمل، وأضافت أنها خاطبت الجهات المعنية بمراقبة المحطات البترولية. واستبعد مدير وحدة أعمال الرياض المهندس عبدالله الشايع في تصريح إلى "الوطن" وجود شبهة جنائية في حادثة تلوث خط شبكة المياه المحلاة بحيي النظيم والنهضة شرق الرياض، أو أنها حصلت نتيجة أعمال تخريب أو تعمد، مؤكدا أن الشركة أجرت فحصا شاملا لخط الشبكة الذي نفذت إليه مادة الديزل، ولم تجد أي عيوب أو تشققات في الخط الرئيس أو في الخطوط الفرعية.
خط جديد
أكد الشايع أن فرق الصيانة في الشركة لم تتوصل حتى الآن إلى كيفية نفاذ مادة الديزل لداخل خطوط شبكة المياه، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن التلوث نتج بسبب تسرب مادة الديزل من محطة وقود في الحي، وأنها كانت السبب في تلوث خط المياه، وأوضح أنه جرى اكتشاف تسرب لمادة الديزل المتسربة من خزان محطة الوقود يغطي مساحة كبيرة من المنطقة المحيطة، وجرى التواصل مع الجهات المختصة بمراقبة المحطات البترولية، وتم إيقاف عمل المحطة المتسببة في التسرب.
انحسار التلوث
كشف الشايع إجراء عمليات تنظيف وتعقيم لخزانات أكثر من 600 من العملاء المتضررين جراء ذلك، من بينها تنظيف خزانات بين 200 أو 300 عميل لم تتأثر فعليا، ولكن جرى تنظيفها احترازيا، فيما أبدى عدد من سكان حي النظيم، تذمرهم من طريقة تعامل الشركة مع الحادثة، وشدد عضو مجلس حي النظيم التطوعي، نايف الرويلي على أن الشركة تعاملت مع الحادثة بطريقة سيئة، إذ أوكلت المهمة لبعض المؤسسات الخاصة والعمالة غير النظامية الذين تلاعبوا في عمليات التنظيف والتعقيم ولم يقوموا بالمهمة بالشكل المطلوب. وأكد الويلي في تصريح إلى "الوطن" أن العمال الذين تولوا مهمة التنظيف والتعقيم لخزانات المنازل المتضررة، الذين حولوا شوارع الحي إلى برك ومستنقعات، يتجمع حولها البعوض، كما اكتفوا بتنظيف الخزانات الأرضية وتجاهلوا الخزانات العلوية مع أن المياه نفسها دخلت الخزانات الأرضية والعلوية، كما طالب الرويلي شركة المياه بمراعاة المواطنين الذين تضرروا جراء سحب مياه الخزانات وعدم احتسابها في الفواتير القادمة، مشددا على أنه من غير العدل أن تحمل الشركة المواطن مياها أهدرت في الشوارع ولم يستفد منها بسبب تلوث ليس له ذنب فيه.
تسربات في 25 ألف منزل
أكد المدير التنفيذي لشركة المياه الوطنية الدكتور لؤي المسلم، أن الشركة قامت بالكشف عن التسربات في أكثر من 80 ألف منزل مرتفع الاستهلاك، وتم اكتشاف التسربات في 25 ألف منزل، وبلغت نسبة التسربات أكثر من 30 %.
وشدد المسلم عبر حسابه الشخصي في "تويتر"، على أهمية الكشف على التسربات داخل المنزل من أجل خفض الاستهلاك، والحفاظ على المياه، وكذلك خفض التكاليف، مشيرا إلى وضع الشركة ضوابط على الاستهلاك المرتفع، حيث يتم في حال زاد الاستهلاك عن الحد الطبيعي، الطلب من العميل الكشف عن التسربات في منزله، ويتم خفض الفاتورة، وفي حالة ارتفاع الاستهلاك عن الحد الطبيعي، نتيجة تسربات داخلية في منزل العميل، يوقف النظام الفاتورة، ويتم تعديلها.
الرياض: سليمان العنزي
