تعارف سكان القبائل النيلية في السودان على عادة جلد العريس بعض أقربائه وأصدقائه خلال حفلات الزواج. وتعود تلك العادة التي يطلق عليها اسم "البُطان" إلى سنوات قديمة في التاريخ.

ويقوم العريس بالإمساك بصوت طويل، يطلق عليه اسم "العنج"، ويقف وسط مكان الاحتفال، إذ يتناوب أقرباؤه والشباب المتباهين بقوتهم على الوقوف أمامه، ويقوم بدوره بجلد كل منهم ثلاث جلدات. ومن يتأوه أو يظهر الألم يكون عرضة للاستهزاء والسخرية.

وترمي تلك العادة إلى إظهار أن العريس شخص عزيز في قومه، يأمر وينهي ويصل به الأمر حد جلد الشباب. كما يتباهى الشبان غير المتزوجين أمام الفتيات بقدرتهم على تحمل الجلد، والظهور بمظهر الصابرين وشديد التحمل.

ورغم تمسك قبيلة الجعليين –كبرى قبائل السودان- التي عرفت أساسا بهذه العادة، لا سيما في مناطقهم الأساسية، شمال العاصمة الخرطوم، بالبطان، إلا أن العادة في طريقها للاندثار في كل أنحاء السودان، بعد أن ارتفعت الأصوات المحذرة من الآثار الصحية التي ربما يمكن أن تنجم عنها، لا سيما أن السوط الذي يستخدم في الضرب معروف بالآلام الهائلة التي يخلفها فيمن يضربون به، والتي تصل حد إسالة الدماء وإثارة الجروح والتقرحات. كما ساعدت التحولات الثقافية والحضارية في اندثار هذه العادة، وعزوف الشباب عنها.