دشن أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد أمس، مؤتمر الأنظمة الصحية الجامعية، تحت شعار "المفهوم والرسالة"، والذي تنظمه جامعة الملك خالد، وذلك بفندق قصر أبها، وشاهد أمير عسير والحضور عرضا وثائقيا عن المؤتمر والمدينة الطبية الجامعية.


الأول على مستوى المملكة

أكد مدير جامعة الملك خالد الدكتور عبدالرحمن الداود في كلمته، أن المؤتمر الذي يقام لأول مرة على مستوى المملكة، وشارك فيه الكثير من الباحثين من خارج المملكة وداخلها، يأتي في إطار ما تحظى به الجامعة من دعم كبير من القيادة الرشيدة في هذه البلاد المباركة، وما تلقاه الجامعة من دعم ورعاية واهتمام من أمير منطقة عسير، متمنيا أن يخرج المؤتمر بتوصيات علمية وعملية نافعة ويحقق أهدافه المرجوّة.

جودة الخدمات الصحية

في آخر جلسات اليوم الأول التي ناقشت جودة الخدمات الصحية والبحث العلمي بمستشفيات الجامعة تحدث الدكتور كيفن كوك من جامعة بوستن بأميركا عن التطور ودور المراكز الصحية الأكاديمية في حركة التطور والانتقال به من الكم إلى الكيف، كما ناقش مكونات مركز التعليم الطبي في جامعة ميسيسبي في أميركا و دورها المتعارف عليه، وكيفية تغيير اقتصادها لتغيير دورها في الرعاية الصحية وإستراتيجياتها إضافة لدور التكنولوجيا في هذه النقلة النوعية للنظم الصحية. وأكد مدير جودة البرامج في كلية طب شيكاجو بأميركا الدكتور ويليمز على أهمية رعاية المرضى، وأهمية التعليم والبحث العلمي، والتأثير على المجتمع والوطن والعالم من خلال هذه النظم الصحية.

من جهته، أكد الدكتور المشارك في طب الأجنة والخلايا الجذعية عبدالله آل دهمش من جامعة الملك سعود على أهمية البحث العلمي الطبي داخل الجامعات العالمية، مطالب بتكثيف البحث العلمي داخل الجامعات لأهميته في رفع مستوى الرعاية والخدمة الصحية للمرضى بالمستشفيات الوطنية بالمملكة.

19 مستشفى جامعيا

بين رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور فؤاد عباق، أن المملكة تشهد نهضة كبيرة في كل الأصعدة ومنها الثورة التعليمية، والتي تعدّ أحد الشواهد التي زادت معها كليات الطب عن ثلاثين كلية في فترة وجيزة، حيث اقتضت الضرورة إنشاء مستشفيات جامعية لتدريب الطلاب في بيئة علمية تحافظ على الجودة والسلامة، واعتماد إنشاء 19 مستشفى جامعيا، مشيرا إلى أن القطاع الصحي يواجه تحديات كبيرة في جميع أنحاء العالم، وفي ظل تغيرات وتقلبات في الاقتصاد العالمي.

أكد الدكتور عباق أن الجامعة بادرت بعقد مؤتمر علمي يجمع عددا من العلماء والأساتذة والخبراء من داخل المملكة وخارجها، لمناقشة التوجهات الإستراتيجية لضمان الاستخدام الأفضل للموارد وأنسب الوسائل لتمويل المستشفيات وضمان الاستمرار في تقديم الخدمات الصحية والتعليمية، والكفاءة البحثية وتحسينها.


تبادل الخبرات والتجارب

أوضح وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للتطوير والجودة الدكتور خالد عبدالغفار، أن المتحدثين بالمؤتمر يسعون إلى تبادل الخبرات والتجارب الإبداعية عن التعليم الصحي في المملكة، مشيرا إلى أن وزارة التعليم تبنت مشروعا لمنظومة المستشفيات الجامعية قبل عامين، وبدأت اللجان في العمل عليها ووقعت الوزارة اتفاقية كان لها الكثير من المشروعات الرائدة في القطاع الصحي، متمنيا استمرار مثل هذه المشروعات والاتفاقيات.

وفي نهاية الحفل شهد الأمير فيصل بن خالد توقيع اتفاقية شراكة بين الجامعة وهيئة الهلال الأحمر السعودي، ثم كرّم عددا من المتحدثين والجهات المشاركة، كما تسلم هدية تذكارية من مدير الجامعة بهذه المناسبة.


التخطيط الإستراتيجي للمستشفيات

تضمنت جلسات المؤتمر الحديث عن التخطيط الإستراتيجي للمستشفيات الجامعية، وترأس الجلسة الدكتور خالد آل جلبان، وشارك البروفيسور خالد العبدالرحمن أستاذ طب الأسرة والتعليم الطبي بجامعة الإمام محمد بن سعود بمحاضرة عن التخطيط الإستراتيجي للمستشفيات الجامعية وأهميته في المملكة.

كما شارك استشاري الطب من وزارة الصحة الدكتور عبدالرحمن النعيم بمقترحات حول إمكانية تحويل نظم الخدمات الصحية من رعاية للمرضى ورعاية للأصحاء لمنع حدوث المرض، مستشهدا بذلك على مرض السكري الذي يشكل نسبة 22 %، بينما سمنة الأصحاء والتي تعتبر أحد أسباب السكري تجاوزت نسبة الـ50 %، مشيرا إلى أنه من الأولى الانتباه للأصحاء قبل المرضى.


النظم الصحية المعتمدة

اشتملت الجلسة الثانية على محاضرتين بدأها الدكتور إرك دي رودنبك من فرنسا الذي تحدث عن النظم المختلفة للمستشفيات الجامعية التابعة للحكومات، وخطة مفصلة لاتخاذ القرارات، كما عرض أنواعا من النظم الصحية المعتمدة في بعض المستشفيات العالمية، وكيفية أخذ القرارات في هذه النظم.

بدوره، قدم الأستاذ ايميلو ويليمس مدير جودة البرامج في كلية طب شيكاقو بأميركا آلية التخطيط الإستراتيجي، وكيفية إدارة المراكز الصحية الأكاديمية في المستقبل إضافة لكيفية تقديم الرعاية الصحية للمجتمعات والمرضى مع التركيز على القطاعات ذات الاحتياجات الخاصة والتي تتمثل في "المرأة الطفلة والمسنين".