بعد 92 سنة منذ إعلان وعد بلفور الذي دخل أمس عامه الـ93، ما زلنا نستذكر الوعد المشؤوم الذي قلب أوضاع شعب رأسا على عقب، وجعله شريدا في عالم تناسى التاريخ وحاول طمس الجغرافيا.
إنها فلسطين التي اغتصبها اليهود والصهيونية، وليست دولة إسرائيل كما يدعي نتنياهو والمسيحيون الصهاينة الذين أنبتهم عهد الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن.
من لا يملك أعطى من لا يستحق. فإذا بأصحاب الأرض يقفون على أبواب الأمم المتحدة يستعطون هيئة لإغاثتهم وتشغيلهم والإشراف على تعليم أبنائهم في مخيمات الذل في دول شقيقة.
في الثاني من نوفمبر عام 1917 وعد وزير خارجية بريطانيا آنذاك آرثر جيمس بلفور أحد زعماء الحركة الصهيونية العالمية اللورد روتشيلد بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. ولم تبخل الحكومة البريطانية في تنفيذ هذا الوعد عبر البيان التالي: "إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يكون مفهوماً بشكل واضح أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى".
أعقبت وعد بلفور، مؤامرة تقسيم العالم العربي إلى مناطق نفوذ بين البريطانيين والفرنسيين فيما عرف باتفاقية سايكس بيكو التي مازلنا نعاني منها حتى اليوم.