أكد نائب الرئيس العام لهيئة السياحة والتراث الوطني لشؤون المناطق الدكتور وليد الحميدي، أن ما تم توثيقه عن التراث العمراني في عسير "شحيح جدا". وقال، تتحمل هذه المسؤولية جامعة الملك خالد والبلديات والسياحة والتراث الوطني، عادّا أن القرى التراثية عامل جذب سياحي مهم، مشيرا إلى أن عسير تحوي اكتشافات أثرية حتى قبل الإسلام، مستشهدا بطريق الفيل، كما أن هناك في عسير موروث ثقافي عريق، إضافة إلى الفنون والأزياء الشعبية.

جاء ذلك، في محاضرته التي نظمها مجلس ألمع الثقافي، مساء أول من أمس، على هامش ملتقى قرية "رُجال" بألمع تحت عنوان "تطور المناطق السياحية في المملكة"، وأدارها عضو المجلس الباحث محمد حسن غريب، في حضور عدد من المهتمين بالشأن الثقافي والسياحي من داخل المحافظة وخارجها.

وبين الحميدي في محاضرته أن هيئة السياحة تأسست عام 2000، واتجاهها تنمية السياحة في مناطق المملكة، والتي تختلف من منطقة إلى أخرى، وكان أول هذه المناطق منطقة عسير التي تتميز بالسياحة التراثية والثقافية والطبيعية، وأكثر ما يميز هذه المنطقة هو: التراث العمراني، وتساءل بقوله: إذا كانت أبها عاصمة السياحة العربية في 2017، فلماذا لا تكون قرية "رُجال" في محافظة رجال ألمع عاصمة الثقافة؟


 


إرث ثقافي

أوضح الحميدي أن الموقع الصادم للزوار والسياح في منطقة عسير هو قرية "رجال" التراثية، مستشهدا بما قاله وزير السياحة الماليزي خلال حضوره الملتقى العمراني: كنت أتمنى أن لدينا في ماليزيا مثل هذا التراث العمراني حتى تعرفوا ماذا نعمل به؟ وكيف نستفيد منه؟

كما أورد الحميدي ما قاله أمين مدينة عمان الأردنية، حينما وقف أمام هذه القصور الأثرية مبهورا ومصدوما. وحينها اتصل برئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، وقال له: أنا مصدوم ومبهور من هذه الحصون التراثية، وهذا الإرث الثقافي الهائل.

وأشاد الحميدي بحرص أهالي قرية "رُجال" على الحفاظ على آثار هذه القرية.

وقال: هذه القرية الحية هي التي سيتم تقديمها العام المقبل لمنظمة "اليونيسكو".

بعد ذلك بدأت المداخلات من عضو مجلس الشورى السابق الدكتور محمد آل زلفة، بسرعة إيجاد التأشيرات السياحية، ولماذا لا نسمح لمواطني هذه القرى بتسويق تراثهم في دول العالم، حتى يتعرف هذا العالم على تراثنا العمراني والثقافي؟

وأشار أحد المداخلين إلى دور مجلس ألمع الثقافي في سياحة الثقافة والتراث، كما أن هناك الحاجة الماسة إلى قيام هيئة السياحة مع شركائها في الإسراع بتنفيذ طريق تنموي مباشر بين أبها ـ رجال ألمع ـ ساحل البحر الأحمر.

في نهاية الحفل، قام الدكتور وليد الحميدي، والدكتور محمد آل زلفة، بإزاحة الستار عن لوحة النقش الألمعي، للفنانة زهرة فايع يعقوب، وهذه اللوحة محاكاة للوحة تعود إلى 100 عام لم تزل إلى الآن في أحد الحصون التراثية في قرية رجال التراثية.