أحيانا نصل إلى مرحلة من الإحباط نكون فيها بحاجة ماسة لمن يكذب علينا.. نجد من لديهم الاستعداد للقيام بالمهمة.. بيد أن مشكلة هؤلاء أنهم لا يدركون أننا لسنا دائما محبطين حتى يتهافتوا علينا بهذه الكثافة، ويستمرئوا الكذب "عيني عينك" دون حاجة منا، ودون نقطة من حياء منهم!

أحد الأشخاص يعمل مسؤولا في برنامج التعاملات الإلكترونية الحكومية "يسِّر"، خرج علينا بوجه لا يعرف حمرة الخجل، يقول إن بلادنا حصلت على المركز الأول في فرع أفضل تجربة حكومية في الحكومة الإلكترونية في قارة آسيا!

أي أننا سخرنا التقنية واستفدنا منها بشكل أفضل من سنغافورة واليابان وكوريا والصين والهند!

التفصيل الدقيق للخبر يوضح أن هذه الجائزة تم "الحصول عليها عن جدارة واستحقاق من بين 869 ترشيحاً لمنظمات وجهات حكومية تمثل 16 دولة آسيوية"!

في الأمثال الشعبية:" قال وش درّاك إنها كذبة.. قال من كبرها".. أنا لا ألوم هذا وأمثاله.. هؤلاء موظفون غاية طموحهم الحصول على الانتدابات والرحلات و "سعة الصدر".. المؤتمر يوم و"الهيصة" أسبوع.. أنا ألوم الصحف التي تنشر هذه "الخرابيط". ألوم الكتاب الذين يمتدحون هذه الخطوات الوهمية.

أي مركز أول هذا الذي حصلنا عليه في التعاملات الإلكترونية، وطوابير الناس تصطف أمام وزارة رجل الأعمال/عادل فقيه؟!

أي مركز هذا الذي تقدمنا فيه على كوريا واليابان بينما افتتاح بقالة يحتاج لعشرين معاملة وصادر ووارد وأختام وتواقيع!

أي تميز تقني هذا الذي تقدمنا به على الصين وسنغافورة بينما صالات الانتظار في إدارات الأحوال المدنية تمتلئ بالمراجعين؟!

ـ اكذبوا علينا.. نحتاج لذلك أحياناً.. لكن نريد كذبة يتم بلعها بـ "يسر وسهولة".. صحيح ناس ما تستحي!